قالت الدكتورة جيهان ياسين ، الواعظة بوزارة الأوقاف ، إن غلق المساجد وتعليق المنتديات والملتقيات الفكرية هو قرار مهم وحكيم وصائب ، لما تقتضية المصلحة الوطنية والشرعية معاً ، فى إطار تحقيق المقاصد الشرعية فى الحفاظ على النفس البشرية ، التى أحاطها الإسلام بكثير من سياجات الحفظ والحماية والوقاية ، ودفع الهلاك والأخطار والأضرار المتوقع عنها. وأوضحت - " الواعظة بوزارة الأوقاف ل "بوابة الوفد " : أننا بحاجة إلى التركيز على المفهوم الصحيح للدين والخطاب الدينى المستنير ، الذى يقرأ الواقع الذى نعيشه قراءة واعية تراعى مستجدات العصر وتحرص على الثوابت الشرعية وإعطائها الأولوية ، وأيضاً فقه النوازل والموازنات ، طبقاً للقواعد والضوابط الفقهية ، والتى يندرج منها كثير من الأحكام الشرعية. وأشارت إلى أن هناك قاعدة فقية ، تقول : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح والمنفعة ، وتعنى تقديم المصالح على المفاسد يدخل فى جميع الدرجات الضرورية لتحقيق مصالح العباد وحفظها ومنع الضرر عنهم ، وبناءاً عليه جاء قرار وزير الأوقاف بغلق المساجد وتعليق كافة التجمعات من ملتقيات ومنتديات فكرية وصلاة التراويح والتهجد وموائد الرحمن . وأضافت - " الواعظة بوزارة الأوقاف " - أن هذه القرارات الضرورية ، للحفاظ على النفس البشرية ، وقال سبحانه وتعالى : " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "، كما قال تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة "، ومعناها أن ديننا مثلما يأمرنا بعمارة المساجد أمرنا أيضاً بالحفاظ على المصلين والساجدين ، وهى النفس البشرية ، ويتماشى مع تعليمات منظمة الصحة العالمية التى تؤكد على خطر التجمعات فى ظل إنتشار عدوى كورونا، وتسعى لإيقاف هذا الوباء ، وتعزيز مفهوم الصحة العامة ، لكونه إجراءاً ضرورياً لحماية النفس البشرية ، ومطلباً شرعية مهماً ينبغى الإشادة به والإلتزام الكامل بتفاصيل القرار ومضمونه ومساعدة الأوقاف على تطبيقه بمنع التجمعات بكافة صورها، فى ظل الظروف الراهنة التى نمر بها، والتهديد الناتج عن خطر داهم يتطلب زيادة الحرص والتنسيق والتعاون المستمر بين المواطن والدولة . موضحة أنه علينا أن نصلى الفروض والتراويح خلال شهر رمضان مع أسرنا فى بيوتنا أو رحالنا أولوية قصوى فى حال الخطر ، وأن الأرض جعلت لنا مسجداً وطهوراً ، فليأم الرجل أهل بيته ويقم الصلاة فى بيته وليرفعه بذكر الله ،وأن نحرص على فعل الخير ، والتنافس فى مساعدة الناس، والإكثار من الصدقات، والإحسان إلى الأيتام والأسر الأكثر إحتياجاً، وحسن معاملة الزوج لزوجته والأب لأولاده، وأن يتعامل الإنسان بالحسنى مع الخلق أجمعين، ولا بد من التأدب مع الله وقت البلاء والإلحاح عليه فى الدعاء والإقتداء برسول الإنسانية فى تضرعه وإستغاثته بربه فى أوقات الشدة والبلاء ، لأن الأعمال الصالحة فى رمضان لا تنقطع بغلق المساجد وتعليق الصلوات فيها بل للمسلم أجر طاعته وعبادته التى طالما حرص على أدائها لله سبحانه وتعالى ، كما تحاول وزارة الأوقاف عوضاً عن المنتديات والملتقيات الفكرية بث رسائل دعوية يومياً على صفحة مبادرة " معاً لخطاب دينى مستنير " عبر موقع التواصل الإجتماعى " الفيس بوك "، كما تم ربطها بالموقع الإلكترونى للوزارة، بما يهدف إلى تكثيف الوعى ونشر الخواطر ، وجميع الأعمال الدعوية المتصلة بالمبادرة على نطاق واسع ، وستقوم إدارة الصفحة بنشر العديد من الرسائل الدعوية المصورة للأئمة وجميع الواعظات بوزارة الأوقاف ، وسوف تتاح هذه الرسائل الدعوية على كافة الوسائل الإعلامية عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية ومواقع التواصل الإجتماعى . مؤكدة أن الساجد قبل المساجد، وأن الحفاظ على النفس البشرية من أهم المقاصد العامة للشرع الحنيف، وأن فرج الله آت قريباً فبين طرفة عين وإنتباهها يغير الله من حال إلى حال ، وقوله سبحانه وتعالى :" يسأله من فى السماوات والأَرض كل يوم هو فى شأن"، ومن هنا نسأل الله فرجاً قريباً وأن يرفع البلاء ويصرف الوباء ويحفظ البلاد والعباد .