هل تأثرت العلاقات الإنسانية بين المصريين بسبب «كورونا»؟ مجرد سؤال طرحته جريدة «الوفد» على عدد من المواطنين فى الشارع واختلفت الإجابات بين «مؤيد» و«معارض». قال السيد معوض السيد «عامل ببنك الدم»: أتعامل مع زملائى فى العمل والأصدقاء والأقارب بطريقة طبيعية، فى حين أننى لا أصافح أحداً وحريص على أن تكون هناك مساحة بينى وبين الآخر فى التعامل، وألتمس العذر لمن يدخل علىّ فى أى مكان ولا يصافحنى بالأيدى ويكتفى بالسلام شفاهة. وقال مصطفى محمد عبدالفتاح «عامل ببنك الدم»: نحن أكثر الناس عرضة للمرض بحكم عملنا ولذلك نحرص على ارتداء القفازات والكمامات وأتعامل مع الناس بتلقائية شديدة وأصافح الجميع، وأغضب عندما يدخل علىّ أحد زملائى أو أصدقائى ولا يصافحنى. وقال دياب حسن، موظف بإحدى السفارات: إن العلاقات الإنسانية لم تتأثر مع زملائه بالعمل لأن الجميع يتفهم مدى خطورة الموقف، فجميعنا لا نصافح بالأيدى ولذلك لا يتعرض أحد منا إلى موقف محرج عندما يمد يده لشخص فيرفض مصافحته. أما بالنسبة للأقارب فالجميع يلزم منزله والعلاقات أشبه أن تكون مقطوعة. وقال عاطف عبدالحليم محمود «معاش»: أتعامل مع أصدقائى وأقاربى بطريقة طبيعية وأصافح الجميع وأتركها لله ولا أتضايق فى حالة رفض أى شخص مصافحتى، فهذا حقه. وقال يوسف مصطفى «طالب»: أعمل بجانب دراستى وأتعامل مع زملائى فى العمل بشكل طبيعى وأصافح الجميع ولم أتعرض حتى الآن إلى رفض أحد مصافحتى. وقالت دعاء حسن عبدالدايم «معلمة»، كانت تسير بالشارع بصحبة طفليها اللذين تتراوح أعمارهما بين عامين وأربعة أعوام وأنها تتعامل بشكل طبيعى جداً مع كل الناس وتؤمن بالآية الكريمة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، وأضافت: أنا أصافح أى شخص بطريقة طبيعية وأنها تعرضت لموقف محرج مع مديرة المدرسة التى تعمل بها عندما مدت يدها لتصافحها، فرفضت خوفاً من العدوى، مؤكدة أنها لم تغضب من موقف المديرة وحرصها. وقال أميرة محمد «موظف» فى الحقيقة إن العلاقات الإنسانية تأثرت بالفعل بسبب فيروس «كورونا» وأن هناك بعض الناس تزعل من عدم مصافحة الآخر لها وأنا حريص على عدم المصافحة ولكن أحياناً أنسى وأسلم باليد وعندما أتذكر وأشعر بالفزع والخوف أعود مرة ثانية إلى نفسى وأتركها على الله. وقال حسين جمعة «سمسار» إنه على المستوى الشخصى لم ولن يتأثر بكل هذه المخاوف لأنه يؤمن بالله ويلتزم ببعض الأدعية التى يرددها صباح كل يوم لحمايته ووقايته من التعرض لأى مخاطر سواء كانت فيروس «كورونا» أو أى شىء آخر. وأضاف: أصافح جميع البشر وأصطحب طفلتى فى أى مكان أذهب إليه دون خوف، ودعا المواطنين إلى الالتزام بالأدعية الدينية والتقرب إلى الله. وقالت منال السيد «موظفة»: إن الفيروس كان له أثر بالفعل على العلاقات الإنسانية وأنا لا أصافح أحداً على الإطلاق فيما عدا أقرب المقربين لى «وده أكيد بيزعل ناس كتير منى». وقالت جيهان حسن «سكرتيرة» بأحد المستشفيات: حقاً تأثرت العلاقات الإنسانية بين الناس بسبب «كورونا» وهناك العديد من الأشخاص الذين يغضبون من عدم المصافحة وعدد محدود من الناس يتفهمون خطورة الوضع. وقالت أم مصطفى «عاملة»: أنا أسلم على جميع البشر ولا أخشى من انتقال العدوى ولذلك أزعل عندما يدخل علىّ شخص ويرفض مصافحتى. وقالت راوية حسن أنيس، التى كانت تعمل فى الإذاعة وحالياً «معاش»: أنا أرفض مصافحة أى شخص حتى أولادى والأقارب ولا بد أن نلتزم جميعاً بالإجراءات الاحترازية حتى تمر الأزمة على خير. وقال طارق أحمد «معلم»: تأثرت العلاقات الإنسانية كثيراً بهذا الفيروس الذى وقع على رأس البلاد كالصاعقة، حيث كنت أنا وأشقائى الخمسة وأولادنا نجتمع كل خميس، بعد انتشار الفيروس قررنا عدم التجمع لحين انتهاء الأزمة فأنا لم أشاهد أشقائى منذ أسبوعين. ونشر الدكتور حسين حمودة، الناقد الكبير وأستاذ الأدب العربى الحديث على صفحته على «فيس بوك» اعتذاراً لأحد الطلبة لديه قائلاً: فى آخر يوم قمت بالتدريس فيه بكلية الآداب مررت بموقف محرج. كنت أقف على باب مدرج المحاضرة فى انتظار موعد بدئها أقبل علىّ طالبان أحدهما مد يده لمصافحتى وأنا مددت يدى وحركتهما ومثلت حركة المصافحة دون لمس يده، فشعر الطالب بالحرج الشديد وشعرت بالأسف والحرج الشديدين، رغم أننى كنت مخلصاً فى توصيل رسالة له «يجب أن نتجنب المصافحة التى تعودنا عليها».. وفى المدرج عند بدء المحاضرة نظرت إليه وكان يجلس فى الصف الأول بالمدرج وقلت له فى «المايك» : «ما تزعلش منى.. سامحنى أرجوك» فشعر مرة أخرى بحرج آخر وقال لى: إنه سامحنى، ولعله لم يسامحنى وقالها من وراء قلبه.. الآن أقوم بالتدريس له «أون لاين» عن بعد أى سوف تفصل بيننا عشرات الكيلومترات وليس نصف متر كما حدث فى ذلك الموقف اللعين والآن أو فيما بعد عندى أمل فى أنه قد تفهم أو سوف يتفهم الموقف كله.. وفى أنه سوف يسامحنى فعلاً وليس من وراء قلبه.