اعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الوزارة للوقاية من فيروس كورونا والحفاظ على سلامة المواطنين خاصة خلال صلاة الجمعة، والتى جاء على رأسها أن تكون مدة خطبة وصلاة الجمعة لا تزيد عن ربع ساعة، واتخاذ إجراءات مكثفة لتعقيم ونظافة المساجد قبل وبعد الصلاة، وتقصير الوقت بين الآذان والإقامة فى الصلوات. و ردا على سؤال عن جواز إلغاء أو وقف صلاة الجمعة فى حالة انتشار وباء ووجود خطر محقق على الأرواح، قال الوزير خلال اجتماع اللجنة الدينية بمجلس النواب اليوم الثلاثاء : "كل ما يحقق مصالح البلاد والعباد يأتى فى ضوء المقاصد العامة للتشريع، ومن أهمها حفظ الأنفس، وعندما سئلت هل يجوز إلغاء صلاة الجمعة أو العمرة أو الحج أو شعيرة تؤدى بصفة جماعية ، إذا شكل رأى أهل العلم المختصين بالوزارات الرسمية ، يجوز إلغائها حفاظا على الأرواح إذا كانت ستسبب هلاكا، أنا بقول يجوز، وأنا أتحدث مع أحد الزملاء أساتذتنا فى الدين، قال لى لا مش هقول يجوز بل يجب، لو ذلك سيؤدى إلى هلاك محقق، لأن الحفاظ على الأنفس مقصد، والجمعة لها بديل إنك تقدر تصليها ظهر، والعمرة فيها كلام بين الوجوب والسنية، وإذا حل أمر يجب مش يجوز، لكن السؤال الثانى، من الذى سيطبق ذلك، وقت التطبيق مش فقهى، إحنا بنمشى وراء الصحة، لما تيجى الدولة ووزارة الصحة تقول فيه حالة تستدعى منع التجمعات، مثلا فى دولة مثل سويسرا قالوا منع أى تجمع يزيد عن ألفين، أى تجمع يجى فى صلاة جمعة أو مباراة كرة قدم أو غيره، يبقى هنا هل يجوز أه يجوز، بل ويصل الأمر إلى الوجوبية إذا كان هناك خطر حقيقى على الأرواح، هطبقه ازاى". واضاف : "نحن نتواصل كفريق فى مجلس الوزراء برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وبالأمس كان هناك تواصل مع رئيس الوزراء، مع وزيرة الصحة ووزير العدل ومع الدكتور أسامة العبد، ومع الدكتور عبد الهادى القصبى لأن كانت هناك حالة تتصل بالطرق الصوفية، ومع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ونحن الآن مع فضيلة المفتى، فيوجد تنسيق كامل حتى يتم اتخاذ القرارات". وتابع: "القرارات التى اتخذناها حتى الآن وفقا لما تقدره وزارة الصحة، اما بكره فهو فى علم الغيب، والمأمول أنه مع ارتفاع الحرارة يحد من انتشار الفيروس، نحن نقول إن هذه إجراءات آنية مؤقتة مرتبطة بالحدث، نتحرك وفقا لما يأتينا من اللجنة المشتركة برئاسة رئيس الوزراء، اتخذنا الإجراءات العادية، قولنا نقصر وقت الصلاة، بما فيها صلاة الجمعة، قصر العمل على غير الفرائض، يخفف وقت المكث فى المسجد بقدر الاستطاعة، بدل ما تقعد نص ساعة وتلت ساعة خليها عشر دقائق بين الآذان والإقامة، وهناك تنسيق مع وزارتى التنمية المحلية والصحة لنعمل أكبر حوائط التعقيم قبل الصلاة وبعد الصلاة، وبقدر الإمكان المساجد الكبيرة وبها ساحات تكون الصلاة فى الساحات، لأن العدوى فى الأماكن المفتوحة أقل من الأماكن المغلقة، مساجد ليس فيها ساحات نصلى داخلها والاهتمام بنظافتها وبالتعقيم ، و الخطبة ربع ساعة، وما وصلنا من خطب النبى عليه صلاة وسلم فى مجملها لا يزيد عن هذا الوقت، فقولنا الخطبة لا تزيد على رببع ساعة، وبيان وزارة الأوقاف بالمملكة العربية السعودية جاء فيه أن الخطبة والصلاة الاثنين لا تزيد عن ربع ساعة". وعقب الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، طالبا من وزير الأوقاف أن يقول "وقف صلاة الجمعة" وليس "إلغاء صلاة الجمعة" حتى لا يثير الأمر أى بلبلة بين الناس، ورد الوزير: "لن تلغى ولن تتوقف إن شاء الله، ونحن أخذنا إجراءات احترازية". و علق الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، على حديث وزير الاوقاف قائلا : "المؤسسات الدولية لابد أن تكون حاضرة فى هذه الحالة، لا يمكن أن نغلق مثلا مسجد معين فى وقت معين، وبعد ما ترجعه نسأل لماذا تغلقه، فالمبررات التى أغلقت من أجلها هى ما قالته وزارة الصحة المصرية، و لابد من الرجوع إلى أهل الاختصاص لأن هذا ركن من الدين فى عملية اتخاذ فتوى أو قرار معين بشأن مسجد أو غير ذلك، وأؤكد ما قاله وزير الأوقاف فى هذا الشأن ". من جانبه، قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الديار المصرية الأسبق: "أتفق تماما مع ما ذكره وزير الأوقاف وفضيلة المفتى، حول التجمعات ومدى الوقوف عندها من حيث القلة والكثرة أو إنهائها، لأن عندما تكون المصلحة، وجميع العبادات ابتداء من الصلاة والصوم والزكاة والحج، كلها شرعت من أجل حماية وحفظ الإنسان، فكل ما يؤثر أو يتعارض أو يكو ن فيه ضرر على الإنسان فمشروعية منعه هو الأساس فى الشريعة الإسلامية، وما جاءت المقاصد الكلية الشرعية إلا لحفظ الإنسان، وكل ما جاء فى الشريعة الإسلامية من تشريعات وجمعت تحت المقاصد الكلية الخمس وهى حفظ الدين والنفس والعقل والنسب والعرض، كل هذه شرعت من أجل الحفاظ على النفس والإنسان، فمسألة التجمعات ومسألة تحديدها أو كما يقال منع فى وقت من الأوقاف تجمع الناس حتى لو للصلاة، هذا أمر إذا كان فيه ضرر وخطر على الإنسان نحن معه لحفظ النفس، فعندما يكون أى خطر يهدد حياة الإنسان الذى خلقه الله لعبادته بمعنى عمارة الأرض".