فى صراع مرير مع جرثومة صغيرة استنفرت جميع أجهزة العالم، وتسببت فى سقوط عشرات الالاف من الضحايا، وخسائر اقتصادية فاقت كل التصورات، وتخطت كبرى الصدمات والازمات الاقتصادية فى العالم، تواصل الكويت حربها الضروس لمواجهة فيروس كورونا باجراءات صارمة ومشددة منذ اللحظات الأولى للإعلان عن الفيروس، وانتشاره فى كل من الصينوايران وإيطاليا وعدد من الدول، حيث استنفرت كافة الأجهزة المعنية فى الكويت وتعاملت مع الامر بكل حسم وجدية. وفى الساعات الماضية وحتى كتابة هذا التقرير ارتفع عدد المصابين الكويتيين بفيروس كورونا إلى 58 حالة بعد تسجيل إصابتين جديدتين. وأشارت الدكتورة بثينة المضف، الوكيل المساعد لشئون الخدمات الصحية فى وزارة الصحة، إلى أن جميع المصابين هم ممن كانوا فى ايران. ونفت المضف فى المؤتمر الصحفى اليومى لوزارة الصحة الكويتية بشدة تسجيل أى إصابات بفيروس كورونا ضمن الجالية المصرية فى الكويت، كما نفت وصول أى حالة مرضية من أى من محطات الطيران المصرية حتى اللحظة، وهو ما يؤكد عدم وجود للفيروس فى مصر بشهادة الصحة الكويتية. وأشارت د. بثينة المضف إلى التأكد من سلامة حالتين فى الحجر الصحى ومغادرتهما الحجر بعد إمضاء 14 يوما. مع وجود حالتين آخريين، بين ال56 حالة المصابة بالفيروس فى البلاد، أُدخلتا العناية الفائقة، تعانيان من امراض مزمنة نتيجة اصابتهما بالتهاب رئوى حاد، طمأنت بأن جميع المصابين فى العزل الصحى يتمتعون بحالة صحية جيدة ومستقرة. إجلاء يأتى ذلك فى الوقت الذى تواصل فيه الكويت اجلاء مواطنيها من الدول الموبوءة وقد تجاوز عدد الكويتيين العائدين من الدول الموبوءة قرابة الأربع الاف حالة حسب ما أعلنته وزارة الصحة.. وكانت مصادر صحفية قد كشفت أن عدد المواطنين الموجودين فى العراق ويرغبون فى العودة يبلغ قرابة 100 شخص، ويجرى التنسيق لإجلائهم خلال 48 ساعة، بالتنسيق بين وزارتى الخارجية والداخلية والطيران المدنى. وقالت المصادر إنه جرى استئجار أحد أفضل الفنادق فى العراق لمدة 6 ايام لإسكان المواطنين الكويتيين فيه مع توفير كل الخدمات والمستلزمات الطبية والغذائية والصحية لهم. وطمأنت بأن حالات جميع الموجودين فى الفندق جيدة؛ وقد خصص 4 دبلوماسيين (2 كويتيين و2 من بغداد) للبقاء معهم فى الفندق لتوفير كل متطلباتهم. إجراءات سهلة وقد التقت الوفد مع هشام حسن المحلل الائتمانى فى أحد البنوك الكويتية وهو أحد أبناء الجالية المصرية فى الكويت العائدين من اجازتهم من القاهرة وقال إن الإجراءات التى واجهها فور وصوله لمطار الكويت تميزت بالسهولة والمرونة والتنظيم المتقن. وأشار إلى أنهم فور هبوطهم من الطائرة القادمة من القاهرة هو ومن معه فى الطائرة تم التعامل معهم بكل احترام ورقى وفى نفس صالة الوصول كان هناك طابور منتظم للمرور على جهاز صغير على الأرض اشبه بالميزان الأرض والوقوف عليه ثوان معدودة لقياس درجة الحرارة ومن ثم السير فى الطابور لقياس درجة الحرارة مرة أخرى عن طريق جهاز قياس درجة الحرارة بوضعه على مسافة قريبة من الجبهة ومن ثم اعتماد النموذج من قبل أحد الاطباء بعد تسجيل كافة بيانات المسافر ونصحه بمراجعة المستوصف فى حالة ارتفاع درجة الحرارة. وأشار حسن إلى أن هذا الاجراء لم يتجاوز عشر دقائق على اقصى تقدير. عودة الدراسة وقالت بعض الأوساط إن الاستعجال فى عودة الدراسة قبل انتهاء أزمة كورونا تماما، بحجة ضياع مناهج «لا فائدة منها على الطلبة» يعنى أن ما حدث فى الأشغال والنفط من إخلاء مفاجئ بحجة وجود اشتباه بالإصابة بفيروس كورونا سيتكرر يوميا فى المدارس، وأن آلاف الطلبة سيصبحون عرضة للخروج المفاجئ من المدارس فى حال «سعل» طالب أو مدرس أو مدرسة أو إدارى، أو حتى ذكر أحد العاملين فى المدرسة إن هناك شكاً فى إصابة أحد بفيروس كورونا. وأشارت تلك الأوساط إلى أن قرار عودة المدارس قرار سيادى يجب أن تتخذه الحكومة بعيدا عن الضغوطات، وبعيدا عن خبراء تويتر، وأن تدرس جيداً كافة الاحتمالات، وما فعلته الإمارات واليابان والدول التى علقت الدراسة، فالسلامة أهم من مقامرة غير محسوبة. الصينوالكويت وعلى الجانب السياسى أكد السفير الصينى لدى الكويت لى مينغ قانغ أن الجانب الصينى يقف ثابتا مع الجانب الكويتى خلال مكافحة هذا الوباء، وسفارة الصين لدى الكويت جاهزة للبقاء على التواصل والتنسيق الوثيقين مع وزارتى الصحة والخارجية وغيرهما من الجهات الحكومية الكويتية، ومباشرة التعاون الإيجابى والفعال للوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وتستعد الصين أيضاً لمساعدة الكويت الصديقة بقدر الإمكان طبقا لحاجتها، للتصدى وتحدى الوباء كتفا بكتف معها. جنون الشيشة وأحدث قرار بلدية الكويت بمنع الشيشة فى المقاهى فى الوقت الراهن، وحتى إشعار آخر تنفيذاً لقرار وزارة الصحة، حالة من التهافت انتابت أصحاب المزاج من مدخنى النارجيلة، لشراء الشيشة ومستلزماتها، لاستخدامها فى المنازل والأماكن الخاصة. وتم رصد تزايد أعداد الزبائن من مدخنى الشيشة على محلات الشيشة فى الكويت والتى انتشرت بشكل كبير فى الآونة الاخيرة، وصاحب هذا الإقبال زيادة فى أسعار الشيشة، إذ وصل سعر الحجم الكبير منها إلى 20 ديناراً أى ما يعادل 65 دولاراً، فيما بلغ سعر الحجم المتوسط 12 ديناراً. تداعيات اقتصادية وحذر النائب عبدالله الكندرى من التداعيات السلبية لفيروس كورونا على الاقتصاد الوطنى، إذا لم تتعامل معها الحكومة بحصافة وفاعلية، هذا فضلاً عن التداعيات الصحية الخطيرة لهذا المرض. وقال الكندرى فى تصريح صحفى إن انعكاسات أزمة كورونا قد تتسبب فى انخفاض إيرادات الكويت بمقدار الثلث، ما يعرض موازنة الدولة لمزيد من العجز، مطالبا الحكومة باتخاذ حزمة تدابير سريعة لتفادى التداعيات السلبية لانتشار فيروس كورونا، على أن تكون الحلول المطروحة فعلية وذات آثر حقيقى وفق رؤية إصلاحية، تحقق الأهداف المنشودة بعيداً عن جيب المواطن. وأشار إلى أن أسعار النفط تراجعت 16% خلال فترة وجيزة، مسجلة أدنى هبوط لها منذ عام 2008، وقامت الصين وكوريا الجنوبية بإبلاغ السعودية والكويت بتخفيض وارداتها النفطية فى مارس. وأضاف أن الكويت تنتج 2.7 مليون برميل يوميا، وفقاً لبيانات منظمة «الأوبك»، ومع تراجع أسعار النفط إلى 50 دولاراً للبرميل، تكون خسارة الكويت 13 مليون دولار يومياً، مقارنة بسعر احتساب الموازنة عند 55 دولاراً للبرميل، وإذا استمرت الأوضاع على ما هى عليه لا قدر الله تخسر الكويت نصف مليار دولار شهرياً، قياساً على سعر 58 دولاراً للبرميل فى فبراير الماضى. أزمة كبرى وكشف عدد من مسئولى السياحة والسفر فى الكويت أن القطاع يعانى من أزمة كبرى فى الفترة الحالية بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث هبطت نسبة المبيعات وسوق السفر من وإلى الكويت بنسبة 80%، فى حين تكبدت شركات الطيران خسائر بالملايين بعد إيقاف عدد كبير من الوجهات وإلغاء معظم المسافرين رحلاتهم تخوفا من المرض، كما قامت عدد من تلك الشركات بإيقاف العديد من الموظفين عن العمل جراء تلك الأزمة وإعطائهم اجازات بدون رواتب. وأكد مسئولو الفنادق أن القطاع يعيش أسوأ فتراته هذه الايام بعد أن بلغت نسبة الإشغال فى بعضها نحو 10% فقط كحد أقصى، بالإضافة إلى إلغاء معظم المؤتمرات والاحتفالات التى تقام بها، ما كبدها خسائر كبيرة غير مسبوقة. معاناة الفنادق وأكد الرئيس التنفيذى لشركة الفنادق الكويتية فوزى المسلم فى تصريح صحفى أن قطاع الفندقة أصبح يعانى بشكل كبير منذ الاعلان عن ظهور فيروس «كورونا» خاصة أن نسبة الاشغالات فى الفنادق انخفضت لتصل إلى 10% فقط وهى لشركات تحجز تلك الغرف لفترات طويلة، كما أن معظم القطاعات والتى تعمل فى القطاع الفندقى تأثرت أيضاً كقطاعى الأغذية والخدمات اللذين يعتبران الفنادق العصب الرئيسى لعملهما. وأضاف المسلم أن هناك مؤتمرات ومناسبات وندوات ودورات تدربية كانت تعتمد عليها الفنادق بشكل كبير تم الغاء حجوزاتها تخوفا من التجمعات التى دعت وزارة الصحة فى الفترة الماضية إلى تجنبها، مما كبد تلك الفنادق خسائر كبيرة جداً. آثار سلبية من جانبه، أعلن بنك الكويت المركزى أمس عن خفض سعر الخصم فى الكويت بواقع ربع نقطة مئوية ليصل إلى مستوى 2.5% مقارنة مع 2.75% فى السابق. وقال محافظ بنك الكويت المركزى د.محمد الهاشل إن هذا القرار جاء فى ضوء تحديات عدم اليقين بشأن آفاق النمو فى الاقتصاد العالمى وتداعيات مخاطر تفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) الذى انتشر فى العديد من دول العالم، وما لذلك من انعكاسات وآثار سلبية على حركة النشاط الاقتصادى العالمى وحركة التجارة الدولية. وأوضح أن القرار جاء أيضاً مع تراجع معدلات الطلب الكلى والناتج الإجمالى وفى ضوء قرار مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأميركى أمس خفض سعر الفائدة على الدولار الأميركى بواقع نصف نقطة مئوية، لمواجهة المخاطر المتصاعدة لفيروس (كورونا المستجد) على النشاط الاقتصادى. وأضاف أن هذا الخفض فى سعر الخصم يأتى فى إطار إجراءات احترازية تتطلبها دواعى التحوط لأى تداعيات لتفشى الفيروس. وأكد الهاشل قوة أوضاع القطاع المصرفى الكويتى وقدرته على مقاومة الصدمات الخارجية بما تتوافر لديه من مصدات مالية قوية تؤكدها سلامة مؤشراته المالية ومتانتها.