على مدار ثلاثة أيام ماضية عقدت كلية الآثار جامعة سوهاج برعاية أ.د. أحمد عزيز رئيس الجامعة وأ.د. عبدالناصر ياسين عميد الكلية ودعوة من أ.د. أحمد الأنصاري وكيل الكلية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، بحضور أ.د. ماثيو أدامز أستاذ المصريات بجامعة نيويورك ورئيس البعثة الأمريكية العاملة في حفر وكشف وتنظيف وترميم آثار شمال أبيدوس . كانت ورشة العمل عبارة عن محاضرتين الأولى عن أبيدوس في العصور التاريخية المختلفة وكانت الثانية عن ملوك مصر الأوائل الذين وحدوا البلاد وكانوا ما يزالون يدفنون في مقابر ملكية في أبيدوس ثم موقف أبيدوس بعد أن تركها ملوك مصر كجبانة ملكية لهم وظلت قدسيتها كما هي يحجون إليها ويتبركون بها ولكنهم استخدموا سقارة كجبانة لهمة ، حيث أشار البروفيسور الامريمى إلى أن كل ملك من ملوك عصر التوحيد قد بنى لنفسه مقبرة في أم الجعاب بأبيدوس قد بنى لنفسه معبدا جنزيا في شمال أبيدوس بالتدريج من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بداية من مينا حتى نصل إلى خع سخم وي الذي ما زال معبده الجنزي قائما ويسمى بشونة الزبيب وتعمل البعثة الأمريكية الآن على ترميمه وذلك تمهيدا لفتحه للزيارة أمام السائحين.\ كما أن البعثة قد اكتشفت هذا الموسم العديد من اللقى الآثرية تتمثل في العديد من الأوستراكا المكتوبة بالهيراطيقية وكذلك المكتوبة بالقبطية وتمثال صغير كما تمثل الكشف الأهم في إماطة اللثام عن معبد الملك بر ايب سن المجاور تماما لشونة الزبيب معبد الملك خع سخم وي من ناحية الشمال الشرقي. ومن عجيب ما يذكر أ.د. أحمد الأنصاري أستاذ المصريات ووكيل كلية الآثار جامعة سوهاج أن المعبد الجنزي للملك بر ايب سن يشبه إلى حد كبير بل إن تفاصيل مكوناته هي الأصل الذي قلدده الملك زوسر ومهندسه العبقري إيمحوتب في سقارة. فقد تم الكشف عن ما يسمى أبنية خاصة بعيد حب سد شبيهة تماما بمبنى عيد حب سد بمجموعة زوسر في سقارة ويعتقد أن هناك مبان أخرى لبيت الشمال وبيت الجنوب وبقية العناصر المعمارية. وفى اليوم الثاني فقد حاضرت السيدة أ.د. ديبورا فيشاك أستاذ المصريات بجامعة برنستون الأمريكية وكانت ورشة العمل أيضا عبارة عن محاضرتين في البداية عرضت لخصائص فن الدولة القديمة في التصوير والنقش والنحت والزخرفة والتلوين من جمود ورسمية ومثالية. وعرضت في المحاضرة الأولى كيف أن مقابر قبة الهوا في أسوان قد تميز الفن فيها بخصائص فريدة لم يكن مسموحا كما هو معروفا بالخروج عن تقاليد فن مدرسة العاصمة نف. وفي المحاضرة الثانية جريا على رصد خصائص فن الأقاليم عرضت لخصائص الفن في المدرسة التي نفذت مقابر الحواويش في أخميم بسوهاج وهي بحق محاضرات شيقة للمختصين في فنون الدولة القديمة وكانت من أهم ما رصدت أن الفنان الذي زخرف مقبرتين من هذه المقابر قد سمح له بالتوقيع على غير العادة في بقية أقاليم مصر آنذاك بما فيهم العاصمة. فقد ذكر الفنان بالنص: إنه أنا الفنان الذي زخرف هذه المقبرة والمقبرة الأخرى بمفردي، وفي هذا اعتزاز بالنفس لم يكن مسموحا به للفنانين في عصر الدولة القديمة. وفي اليوم الثالث زار الطلاب بصحبة أ.د أحمد الأنصاري وأ. عادل وأ. مصطفى من معاوني أعضاء هيئة التدريس منطقة شمال أبيدوس حيث تجري أعمال الحفر والتنقيب والتنظيف والترميم للمعابد الجنزية لملوك الأسرتين الأولى والثانية حيث بداية التاريخ.