تسعى الصين جاهدة فى القضاء على فيروس كورونا بتسخير جميع الإمكانات حتى وصلت إلى الاستعانة بسيدة تعمل جنرالًا بالجيش، استطاعت من قبل أن تقضى على فيروسى إيبولا وسارس، وحصلت على لقب "قاهرة إيبولا" و"مدمرة الفيروسات"، و"أفضل خبير في مجال الكيمياء الحيوية بالصين". 54 عامًا هو عمر اللواء "تشين وي"، حصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، وتحمل رتبة جنرال في الجيش الصيني، مما وصل بها لقيادة المعركة ضد فيروس كورونا على الجبهة العلمية، حيث تقود المعركة من مدينة ووهان، بؤرة الفيروس الذي بدأ في التفشي داخل سوق المأكولات البحرية أواخر ديسمبر 2019. تاريخ حافل بالإنجازات: نشأت "تشن وى"، فى مدينة لانشى الصغيرة فى مقاطعة تشجيانج الشرقية، وتخرجت بدرجة البكالوريوس فى الكيمياء في جامعة تشجيانج فى عام 1988 وتم قبولها فى جامعة تسينجهوا للدراسات العليا. التقت زوجها ما يى مينج في عام 1989، الذي كان آنذاك تقنيًا في مصنع نبيذ في تشينغداو، في قطار من بكين إلى الميناء الشرقي، وعقب ثلاث سنوات، انضمت إلى جيش التحرير الشعبي وأصبحت عالمة الفيروسات في أكاديمية العلوم الطبية العسكرية. وكشف تقرير لقناة CCTV، "عندما كانت تشن وفريقها في عزلة لتطوير رذاذ الأنف في عام 2003، لم ير ابنها، البالغ من العمر أربع سنوات، والدته منذ شهور". قال زوجها: "خلال تلك الفترة، لم نرها إلا على شاشة التلفاز، حيث قفز ابني وقبّل شاشة التلفزيون عندما رأى والدته في البرنامج"، إضافة إلى أنه قال "لا أريدها أن تقوم بالأعمال المنزلية، فهذا سيكون مضيعة لمواهبها.. يجب عليها أن تفعل شيئًا أكثر معنى بدلاً من ذلك". في عام 2013، أصبحت تشن مندوبًا عن المجلس الوطني لنواب الشعب ممثلاً لجيش التحرير الشعبي، بعد ذلك بعامين، تمت ترقيتها إلى رتبة جنرال. أما عام 2018، تم اختيار تشن كعضو في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو أعلى هيئة استشارية سياسية في الصين. جهودها فى القضاء على الأوبئة: عملت مند تكليفها فى القضاء على فيروس سارس وفي الأيام الأولى من عملها، عملت شين وفريقها من مختبر مؤقت، حيث أخذت زمام المبادرة في تطوير "علاج البلازما" الذي تم إقراره كأحد طرق العلاج المعترف بها رسميًا لأعراض الفيروس. وقد استخدم عدد من العاملين الطبيين في وهان، "رذاذ الأنف"، الذي طورته أثناء تفشي فيروس "سارس" بين عامي 2002-2003، وذلك لمساعدتهم في الوقاية من الفيروس، حيث إن الرذاذ أظهر نتائج جيدة نسبيًا في احتواء الفيروس، لكن صعوبات تقنية تحول دون إنتاجه على نطاق واسع. وكان لشين مساهمة كبرى في مكافحة تفشي فيروس سارس قبل 17 عامًا وجهود إغاثة ضحايا زلزال تيشوان عام 2008، وتفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا 2014-16، حتى أصبحت تعرف ب"قاهرة إيبولا". ونشرت لها صور مرتدية زيًا مدنيًا أثناء زيارتها لعدد من الدول الأفريقية التي تضررت من إيبولا. بطل معركة كورونا: نالت تشين درجة الدكتوراه في أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في عام 1998، وعنيت فور تخرجها في الهيئة التدريسية، ومقارنة بالعلماء الآخرين البارزين في مجال الأوبئة مثل تشونغ نانشان ( 84 عامًا)، ولي لي جوان (72 عامًا)، فتعتبر شين أصغر كثيرًا. وأفادت مصادر عسكرية في بكين، أن الجنرال تشين هي الأكثر قدرة على قيادة حرب الصين ضد فيروس كورونا، بالنظر إلى خبرتها الواسعة في الأوبئة السابقة، وفق "ساوث تشاينا مورنيج بوست"، لذلك، فهي تبدو قادرة على تنسيق العلاقة بين الطاقم الطبي العسكري الذين تم إرسالهم إلى ووهان والفرق الطبية المحلية. تصريحات بعد التكليف بمهمة القضاء على كورونا: اعتبرت الجنرال تشين وي، كبيرة علماء الأوبئة والفيروسات في الجيش الصيني في مقابلة مع صحيفة تابعة لأكاديمية العلوم الصينية، أن المعركة ضد الأوبئة يجب أن تشن عليها قبل ولادتها، مضيفة أن السيطرة على الأوبئة والوقاية منها لا يمكن أن تنتظر حتى تظهر وتتفشى بين الناس. وتابعت: "ما نحتاج إليه نظام قوي يتيح للعلماء تكريس حياتهم لدراسة أنواع معينة من الفيروسات بصرف النظر عما إذا كان هذا الفيروس قد انتهى أم لا". الأوسمة والنياشين: عام 2015 منحها الرئيس الصيني، شين جين بينغ، رتبة جنرال تقديرًا لأعمالها المتواصلة في مجال مكافحة الأوبئة. وقد تنبأت تشين وي بأن يتضاءل تهديد الفيروس في الأيام المقبلة، لكنها حذرت أيضًا من أنه قد يزداد سوءًا بعد ذلك. وتولت السيدة المخضرمة أيضًا قيادة برنامج الوقاية من المخاطر البيولوجية في الصين ومكافحته، وهي أيضًا عضوة في اللجنة التنفيذية لرابطة المرأة الصينية.