اختتم مؤتمر «دور الأزهر فى الإصلاح والتجديد ومواجهة الفكر المتطرف» الذى انطلق الاثنين الماضى بكلية أصول الدين بفرع طنطا جامعة الأزهر الشريف أعماله أمس والذى عقد على مدار يومين . وأوصى المشاركون بضرورة إزكاء روح الحوار والتعايش السلمى والإخاء الإنسانى فى المجتمعات كافة، على أن يكون التجديد فى إطار ضوابط منهجية وعلمية تتسم بالموضوعية والشمول ودقة المعالجة خاصةً أن النصّ القرآنى يدلّ على الآفاق المعرفية والرؤى والتصورات التجديدية ويدعو إلى استمرار النظر وإدامة الفكر للوصول إلى الحقائق الكبرى. وأكد المشاركون، أنه لابد أن تتم معالجة إشكاليات التطرف الفكرى من خلال منظور دقيق وشامل يعتمد على قوة التوثيق، وانضباطية التكييف، ودقة التوظيف، ويراعى مقاصد الإسلام الدينية والإنسانية. وطالب المؤتمر بضرورة الاستفادة من التخصصات العلمية المختلفة فى وضع تصور دقيق للتجديد ينبثق من منظور دينى شامل، ورؤية تخصصية وفق منهاج علمى يستوعب المستجددات ويراعى فقه الواقع. وأوصى المشاركون فى المؤتمر بضرورة التوسع فى الدراسات المقاصدية التى تبرز قيم الإسلام ومبادئه، وتحقق أهدافه وغايته فى الإصلاح الفكرى والمجتمعي. وأن تستلهم الأطروحات التجديدية رؤاها وتصوراتها من قيم التراث الدينية والمعرفية، وألا تمثّل مصادرة أو نزوعا إلى الإغراب فى الرؤى، والاعتساف فى التأويل، والتكلف فى الاستدلال. وطالب العلماء والباحثون بضرورة مراعاة مرونة التشريع الإسلامى التى تستوعب المستجدات الطارئة على الساحة فى مسارات الإصلاح والتجديد. وإبراز الرؤى التنظيرية فى مشروعٍ تطبيقيٍّ عمليّ. وتكوين موسوعة علمية تُعنَى بتحرير وضبط المصطلحات العلمية؛ لتيسير استيعاب كافة المفاهيم الإسلامية لدى كافة الشرائح المختلفة قطعا للِّغَط وإزالة للريب. وبيان وإبراز التجديد فى السنة النبوية المطهرة، من خلال إبراز جهود علماء الأزهر المعاصرين. ونظرا لأن المؤتمر قد ضم العديد من مراكز الأزهر العاملة فى الساحة؛ فإن المؤتمر يوصى بأن تتعاون هذه المراكز والأقسام العلمية فى الكليات لإخراج منتج ثقافى وعلمى يعبّر عن منهجية الأزهر فى حاضرنا ومستقبلنا، وضبط المصطلحات الشرعية. وكان المؤتمر قد ناقش العديد من الأوراق البحثية المقدمة من عدد من الأساتذة بالجامعة والباحثين بكليات أصول الدين وعدد من كليات الجامعة . وأكد الدكتور أحمد إسماعيل أبو شنب عميد كلية أصول الدين فرع طنطا ورئيس المؤتمر والدكتور رضا الدقيقى مقرر المؤتمر أن المؤتمر يهدف إلى رصد وتطوير الأطروحات الأزهرية التى تتناول قضايا الإصلاح لإبراز الدور الأزهرى فى المجتمع وإعلانا لوسطيته بالإضافة إلى رصد قضية تجديد العلوم وبيان مدى العمق الأكاديمى الأزهرى وموسوعيته ودقة منهجه، فضلا عن رصد التحديات التى تواجه المشاريع الأزهرية فى التجديد والإصلاح وإيجاد الحلول ووضع التصورات والرؤى المستقبلية التى تتوافق مع وسطية الإسلام وتتناسب مع مقومات العصر الحاضر وكذلك رصد الأطروحات التى تتناول نقد الأفكار المنحرفة ورصد جهود إعداد أنظمة ومقررات التعليم الدينى والتحديات التى تواجهه وكيفية حلها لتطويرها بما يتناسب والأنظمة التعليمية الحديثة وإحداث نقاش علمى موسع حول دور الأزهر فى الإصلاح والتجديد.