أكدت وثيقة المبادئ التي أصدرها التجمع الإعلامي العربي، أهمية العمل على نشر ثقافة الأخوة الإنسانية، والاستفادة من الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام لتشكيل الوعي لدى عموم الناس، بما لا يتسبب في تأجيج مشاعر التمييز والعنصرية والطائفية والكراهية بين البشر. وذكرت وثيقة المبادئ الصادرة اليوم السبت عن التجمع المنعقد في أبوظبي، أنه انطلاقاً من وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها قبل عام مضى بالعاصمة الإماراتية، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس الثاني بابا الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، وتأسيساً على ما ارتكزت عليه مواثيق الشرف الإعلامية والمهنية التي وضعتها الهيئات والاتحادات والمؤسسات الإعلامية في العالم. وأشار التجمع إلى أن الوثيقة وما تتضمنه من مبادئ وآليات لتحقيقها ونشرها والتدريب عليها وتحويلها إلى جزء من الوعي القيمي لكل إعلامي وصحافي، وملمح رئيس من الممارسات المهنية الإعلامية العربية والدولية، يجعلها ميثاق شرف يلتزم به الجميع أخلاقياً، وتنبثق منه مبادئ أساسية لضبط الممارسات المهنية، معربا عن أمله في أن تتعاون الهيئات الإعلامية والمؤسسات والجماعة المهنية في العالم العربي، معه وفيما بينها، من أجل نشر ثقافة الأخوة الإنسانية بما يساهم في تعزيز السلم والتعايش في المجتمعات ومكافحة الكراهية وتحقيق الاستقرار ودعم التنمية العادلة وصيانة حقوق الضعفاء. وأكد التجمع الإعلامي العربي، في وثيقته، التزامه الأخلاقي والمهني والإنساني بالمبادئ العشرين الآتية: التأكيد على كافة الحقوق الأصيلة للإعلاميين، وفي صدارتها حرية الفكر والرأي والتعبير والإبداع، باعتبارها حقوقاً أصيلةً لا تكتمل مسئولية الإعلامي بدونها، دعم قيم العدل والحق والمساواة وقبول الآخر، وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك، نبذ الخطابات التي تهدد مبدأ حرية الاعتقاد، واحترام التعدد والتنوع الفكري، عدم نشر أو ترويج أي خطاب للكراهية، وتجنب أي محتوى إعلامي محوره المقارنات بين الأديان والعقائد والمذاهب أو الطعن فيها وازدرائها. كذلك الابتعاد عن استخدام المصطلحات التي يرى أصحاب الديانات والأعراق والأجناس المقصودين بها أنها تمثل إساءة لهم وحطاً من شأنهم، الامتناع عن عرض أو نشر أو إذاعة أو ترويج أي فتوى دينية غير منسوبة لجهات الاختصاص، إبراز أثر جرائم الحرب والعنف التي يدفع ثمنها الفادح المدنيون الأبرياء، والابتعاد عن تبني أو ترويج المواقف التي من شأنها إذكاء الحروب وزعزعة الاستقرار الإنساني، الالتزام بدعم النازحين وضحايا الحروب والنزاعات والجرائم الإرهابية، والكوارث الطبيعية، وحشد الرأي العام المحلي والدولي للتنبيه لمشكلاتهم ومآسيهم، ووصفهم بالأوصاف التي تقرها القوانين والمواثيق الدولية، مراعاة البعد الإنساني في التغطية الإعلامية للجرائم والنزاعات والحوادث الإرهابية، التأكيد على حرمة الدم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللون. وأيضا عدم ترويج الخطابات التي تبرر القتل، مواجهة الصور النمطية المسيئة التي يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن فئات من البشر بسبب معتقداتهم أو أنواعهم أو أشكالهم أو أعراقهم، تشجيع المحتوى الإعلامي الإنساني لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية، دعم نموذج الأسرة في المعالجات الإعلامية، والتركيز على المحتوى الذي يحمي الأسر ويصون بقاءها ويعزز دورها، مناصرة القضايا العادلة للمرأة، وحقوقها التي أقرتها المواثيق والأعراف الدولية، الاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وعرض متطلباتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم. كذلك عدم استخدام مصطلحات تنتهك كرامتهم، التأكيد على احترام المواثيق والمبادئ الأخلاقية والإعلامية المتعلقة بالأطفال وحقوقهم، وإدانة المتاجرة بطفولتهم البريئة أو انتهاكها بأي شكل كان، الامتناع عن ازدراء الأديان والنيل من رموزها، تشجيع الجامعات والكليات والمعاهد التي تُدرس الإعلام على تبني هذه المبادئ في مناهجها لإعداد إعلاميين ذوي طابع إنساني، مكافحة التعصب الرياضي، وعدم تغذيته بأي شكل، والالتزام بالأخلاق الرياضية، ومواجهة وكشف الممارسات التي من شأنها إثارة الفتن بين الجماهير، تشجيع النقابات الفنية المختلفة وصُناع المحتوى الدرامي والغنائي على تبني هذه المبادئ، ووضعها في الاعتبار، والتنبيه عبر المحتوى الإعلامي النقدي لأي خرق لها في الأعمال الفنية، وأخيرا دعم العمل الخيري والمبادرات الإنسانية، والترويج لثقافة التطوع والخدمة العامة. وتعهد الموقعون على هذه المدونة بالالتزام بمبادئها، والعمل على نشرها والترويج لها، وإبقاء باب التوقيع مفتوحاً لجميع الإعلاميين في العالم.