أصبحت بريطانيا أول دولة تغادر الاتحاد الأوروبى، وذلك بعد مرور ثلاث سنوات من الانقسامات والتقلبات، ويعتبر خروج بريطانيا، انتهاء علاقة صاخبة استمرت 47 عاما، فى انفصال تاريخى سيحتفل به مناصرو بريكست فيما يثير مشاعر حزن لدى مؤيدى أوروبا. وقال رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون فى مقتطفات من الخطاب الذى ألقاه للأمة قبل ساعة من خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى، وزعها مكتبه: «إنّها ليست نهاية، بل بداية، وحان الوقت لتجديدٍ حقيقى ولتغيير وطنيّ». وأظهر استطلاع للرأى أجراه معهد «يوغوف» أن 30% فقط من مناصرى البقاء ضمن الاتحاد الأوروبى قبلوا الانفصال. وقال جيل راتر من مركز الأبحاث «معهد الحوكمة» إن «بريطانيا تغادر كل المؤسسات السياسية الأوروبية»، مضيفا: «لكن بالنسبة للناس العاديين والشركات، لا شيء سيتغير». وأضاف راتر أن هذا لا يمنع أشد أنصار الخروج من الاتحاد وفى مقدمهم نايجل فاراج الشخصية الأساسية فى بريكست، من الاحتفال بتحقيق حلمهم أخيرا. ويعتزمون تنظيم حفل أمام البرلمان. وأردف: «فى أسكتلندا المؤيدة لأوروبا حيث أثار موضوع بريكست النزعات القديمة للاستقلال عن المملكة المتحدة، سيبقى العلم الأوروبى يرفرف فوق البرلمان». قالت نيكولا ستيرجن رئيسة وزراء اسكتلندا، رغم إصرارها على المضى فى مشروع الاستقلال، إن ذلك لن يتم فى 2020 بدون أن يكون قانونيا، أى بموافقة لندن، وبضمانات من المملكة المتحدة. وأضافت نيكولا، أن تحويل بريكست يشكل خطوة ملموسة انتصارا لرئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون الذى نجح حيث فشلت سلفه تيريزا ماى التى خاضت مفاوضات طويلة وصعبة مع الاتحاد الأوروبى ولم تتمكن من إقناع البرلمان بتمرير الاتفاق. أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكست ميشال بارنييه الذى بات مكلفا المباحثات حول العلاقة المستقبلية مع لندن: «أشعر بالأسف لأن تكون اختارت بريطانيا الانعزال بدل التضامن. أنه بالطبع يوم حزين ودراماتيكى. يساهم ذلك فى إضعاف الجانبين». ووفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لن يؤدى مباشرة إلى تغييرات كبرى ملموسة باستثناء العودة إلى جواز السفر الأزرق وليس جواز السفر الأوروبى الخمرى اللون وإغلاق وزارة بريكست التى لم يعد لها داع، ولكى يمر الانفصال بهدوء ستواصل بريطانيا تطبيق القواعد الأوروبية خلال الفترة الانتقالية. وأرجئ الخروج ثلاث مرات، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على تصويت 52% من البريطانيين لصالح الخروج فى استفتاء عام 2016. لكن هذه النهاية ليست سوى بداية فصل ثان من مسلسل بريكست الطويل، وهو المفاوضات المعقدة حول العلاقات التى ستربط لندن وبروكسل بعد المرحلة الانتقالية التى تنتهى فى 31 ديسمبر 2020. كما ستدخل بريطانيا فى مفاوضات موازية مع الحليف الأمريكى التاريخى، بعدما أبدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حماسه لهذا الانفصال، معتبرا أنه يشكل آفاقا اقتصادية جديدة.