غادر "حقي محمد أمير أوغلو"، مع شقيقيه "إسماعيل" و"عثمان"، مسقط رأسهم في محافظة كاستامونو (شمال تركيا)، للمشاركة في الحرب مع الجيش العثماني في اليمن عام 1904. سقط عثمان شهيدًا في الحرب، وعاد إسماعيل إلى الوطن، بعد أن وضعت الحرب أوزارها، فيما انقطعت أخبار حقي محمد لمدة طويلة. أرسلت الدولة العثمانية رسالة إلى عائلة محمد حقي، أبلغتها فيها بأنه سقط شهيدًا في المعركة. لكن على عكس ما كان مُعتقدًا، فإن حقي محمد لم يستشهد، وإنما وقع أسيرًا في أيدي العدو. بقي في الأسر إلى أن تمكن ذات يوم من مغافلة العدو، والفرار بواسطة زورق إلى جزيرة "زنجبار"، التي يقطنها شعب مسلم. ولم يكن حقي محمد يعرف أحدًا في الجزيرة، كما لم يكن لديه المال، فهاجر بعد فترة إلى اليمن، وتزوج فيها من امرأة عُمانية أنجبت له ستة أولاد. لُقب حقي محمد في اليمن ب "التركي"، وكان يحدث أبنائه وزوجته عن قصة حياته وقريته وأهله وعشيرته. و في عام 1964 تُوفي حقي محمد في اليمن، وفي نفسه حسرة على الأهل والوطن. وقبل وفاته أوصى حقي محمد أبنائه بدفنه في قريته، بمحافظة كاستامونو التركية. ونزولًا عند رغبته هذه قام أبناؤه بلف تراب قبره في العلم التركي، ودفنوه في قبر بقرية "آق دوغان" التي غادرها قبل 108 أعوام.