لم تعد مباريات كرة القدم تعنى المتعة والإثارة ولم تعد تضفى على عشاق الساحرة المستديرة البهجة والسعادة، بل تحولت الى ازمة وقبل كل مباراة نعيش حالة من الترقب والحذر، وأثناء المباراة ورغم انها تقام بدون جمهور الا اننا نخشى من اقتحام الجماهير، وتظل ايدينا على قلوبنا حتى يطلق الحكم صافرته معلنا انتهاء اللقاء، ونتنفس جميعا الصعداء لأن المباراة انتهت على خير. أى متعة وأى إثارة فى هذه الأجواء الخانقة التى تجعلك تكره الكرة بعد ان كانت هى عشقك ومتنفسك فى ظل ازمات معيشية متعددة، والأغرب ان تتخطى الأزمة المباريات وتصل الى التدريبات، تحول اقتحام الاندية الى موضة جديدة أثناء التدريبات واصبح كل لاعب يفكر فى سلامته الشخصية قبل أن يفكر فى كيفية الاجتهاد والتركيز للفوز الذى يسعد هذه الجماهير التى تحاول الاعتداء عليه. ما حدث من بعض جماهير التراس اهلاوى واقتحامهم ابواب اهلى مدينة نصر، بعد ان اقتحموا من قبل مقر الاهلى فى الجزيرة يحتاج لوقفة جادة ولتدخل فورى من ادارة الاهلى وأن يجلس رئيس النادى الكابتن حسن حمدى ونائبه الكابتن محمود الخطيب مع مجموعة منهم لوضع النقاط فوق الحروف، بدلا من ترك الأمور بهذا الشكل دون رقيب أو ضابط لها وحتى لا نفاجئ باقتحام حقيقى وسقوط شهداء آخرين من المشجعين أو اللاعبين ووقتها لن يجدى الندم. لابد من حل هذه الأزمة واقناع هؤلاء ان الحياة لن تتوقف وان النشاط لابد ان يستأنف، وأن حق شهداء موقعة ستاد بورسعيد لن يضيع وأن العدالة لن تحيد وأن المتهمين خلف القضبان يحاكمون وأن كل من ارتكب جرما وكل من كان له دور سينال عقابه، وان لاعبى الأهلى الذين يدافعون عن شعار ناديهم لا ذنب لهم على الاطلاق وانهم يؤدون دورهم داخل المستطيل الأخضر وأن أى منهم لم يقصر فى حق الشهداء وان مصابهم فيهم أليم وهم الذين عاشوا المجزرة وتألموا مما رأوه، ولا يجب ان يكون جزاؤهم بعد ان اسعدوكم كثيرا ان تقتحموا عليهم التدريبات والمباريات. أحد لاعبى الأهلى يفكر جدياً فى الاعتزال وذكر انه لم يكن يتخيل فى يوم من الأيام ان تكون حياته مهددة من بعض جماهير ناديه وان يكون كل تفكيره فى المباريات والتدريبات فى كيفية الخروج سالما، وان تكون كل تحركاته بحذر وألا يشعر ببعض الامان إلا إذا كان تحت الحراسة.