.. تفجير خط الغاز المصري في سيناء 14 مرة،.. اطلاق صواريخ من سيناء تجاه «ايلات»، فيما سمي بغزوة «أم الرشراش»، وهو الاسم العربي للمنطقة.. ثم أخيرا عبور الحدود المصرية – الإسرائيلية قبل ايام وقتل جندي اسرائيلي، واستشهاد 3 «مصريين» نفذوا العملية. .. كل ما سبق تبنته وكشفت تفاصيله من تطلق على نفسها «جماعة أنصار بيت المقدس» الجهادية التي تتخذ من سيناء نقطة تجمع وانطلاق. والعملية الاخيرة التي اسموها «غزوة التأديب»، شرحها بيان «أنصار بيت المقدس» شرحاً تفصيلياً وافياً، واكد ان منفذيها الثلاثة «مصريون» ينتمون الى الجماعة، وان هدف الغزوة هو «الثأر» ردا على الاساءة للنبي الكريم عن طريق الفيلم الذي انتج في الولاياتالمتحدة، وموله مجموعة من المسيحيين المصريين المهاجرين لأمريكا. ثم ألمح البيان الى ان العملية الثأرية كان يفترض ان تتم ثأراً لأحد اعضاء وقياديي «الجماعة» وهو ابراهيم عويضة «أبو يوسف» الذي تقرر تأجيل الثأر له ليوم آخر، وهو القيادي الذي تسربت أخبار عن قيام «كوماندوز» اسرائيلي بالتسلل إلى داخل سيناء بعد أن عبروا الحدود دون استئذان أو التنسيق مع القوات المصرية، والتي لم نكن لنسمع بذلك أبداً بالتأكيد. .. الأمور السابقة كلها تفضي إلى هدف واحد يسعى العدو الصهيوني إلى تحقيقه، ويساعده بعض أبنائنا في ذلك ألا وهو العودة إلى «سيناء»، والصهاينة سجلوا من المواقف أمام العالم ما يكفي لكسب تعاطف الرأي العام العالمي، أو على الأقل تحييده، إذا ما قررت إسرائيل القيام بعمليات عسكرية في «سيناء»، أو مطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة بإقرار «شريط حدودي آمن»، كما فعلت مع لبنان، يكون عرضه 40 كيلومتراً بطول الحدود ويسمح للجيش الإسرائيلي بدخوله و«تمشيطه»، وقتل كل من يتحرك فيه، والتذرع بتوجيه الضربات الاستباقية المبنية على معلومات استخباراتية «مزعومة» أو «ملفقة» لمواجهة الجماعات الجهادية التي تفاخر بأنها تعمل وتعيش في «سيناء» وتصدر البيانات النارية التي تعطي الغطاء المطلوب للدولة العبرية إذا أرادت التحرك.. وسوف تفعل. طيب.. وماذا نحن فاعلون؟.. قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من توضيح عدة نقاط: -1 أعتقد بل أوقن أن الحرب مع «العدو» الصهيوني قادمة لا محالة، لكنني أتمنى أن تحدد مصر الوقت والطريقة، وأن تكون على أهبة الاستعداد، ولا تُفرض علينا حرب في وقت لا نكون مستعدين فيه لتحقيق النصر. -2 عشرات التقارير تؤكد ان «الموساد» يخترق، بل وأحيانا «يختلق» أسماء لجماعات جهادية وهمية، ويصدر البيانات، ويسرب الأفلام المصورة المفبركة عنها، ويجعلها تتبنى عمليات معينة بهدف تحقيق أهداف جهاز المخابرات الاسرائيلية، ولا استبعد ان تكون «جماعة انصار بيت المقدس» احداها. -3 لست في موقع الافتاء لأقيم «شرعية» غزوة أم الرشراش، وغزوة التأديب وأمثالهما،.. لكنني كمسلم أعلم تماما ان اسرائيل هي العدو الذي لن يصبح صديقا ابدا،.. وكمصري أخشى على بلدي من أن تدفع دفعا إلى أتون حرب ليست مستعدة لها،.. أو أن تقبل «بشروط» مذلة، يكون معها الموت فداء لترابها أهون علينا جميعا من العيش في مهانة وجود صهيوني واحد على أرض سيناء الحبيبة. .. طيب - نعود للسؤال: وماذا نحن فاعلون؟ القاعدة الأولى يجب أن تكون «ضبط» حدود الدولة، ومنع التسلل، وإغلاق الأنفاق غير الشرعية بالتزامن مع فتح المعبر مع غزة بشكل رسمي غصباً عن من لا يرضى، والإسراع بإنشاء المنطقة التجارية الحرة التي تقضي على الحاجة للأنفاق. ثانيا: مواجهة مخططات وأطماع الصهاينة في سيناء بالإسراع في تنفيذ الخطط الجاهزة للتنمية السريعة، ونقل 5 ملايين شاب وفتاة وتوطينهم في سيناء، وانعاش الوضع الاقتصادي بالمشاريع التي قرأنا عنها طوال السنين الماضية الزراعية والصناعية والسياحية والتعدينية.. وبالمناسبة.. ماذا حدث لمشروع الجسر مع المملكة العربية السعودية الشقيقة؟ وللحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.. بإذن الله وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.