رأت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن الرسم الكاريكاتيري الذي نشرته اليوم مجلة فرنسية من شأنه أن يعزز ويستفز غضب المسلمين، خاصة في ظل حالة الانفجار من الفيلم الذي نشر الأسبوع الماضي المسيء للرسول ونتج عنه بالفعل أعمال عنف تسببت في مقتل 30 شخصا في أكثر من 20 دولة. هذا وقد أعنلت وزارة الخارجية الفرنسية عن خطط لإغلاق ما يصل إلى 20 من مدارسها والسفارات في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة، بعد مخاوف من رد فعل عنيف ضد نشر رسوم المسيئة للنبي "محمد"، صلي الله عليه وسلم، في مجلة فرنسية يوم الجمعة القادم. ونشرت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية اليوم رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد تصوره وهو عار، ووزعت في جميع أنحاء فرنسا مما جعل الحكومة تستعد لردة فعل معادية وانتشرت قوات مكافحة الشغب حول مكاتب المجلة، ودعت السلطات في فرنسا، والتي لديها أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا، إلى الهدوء وسط مخاوف بشأن احتجاجات عنيفة في جو تشوبه التوترات بالفعل. ودافع "تيجنو"، أحد رسامي الكاريكاتير، اليوم عن الرسومات، وقال إنها مجرد رسم وليست استفزازية على الإطلاق". وأصدر مكتب الإرشاد الديني، وهي جماعة تضم مسلمي فرنسا، بيانا أعرب فيه عن "قلقه العميق" إزاء الرسوم وحذر من تفاقم التوترات وردود الفعل المثيرة، وحث المسلمين في فرنسا بعدم التنازل عن هذه الرسوم المستفزة وإلى التعبير عن سخطهم في سلام عبر الوسائل القانونية". وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي "جان مارك آيرولت" أنه سيتم حظر تظاهرة دعي إليها يوم السبت المقبل في باريس احتجاجا على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام، مشيرا إلى أن "من صدمهم وأغضبهم نشر رسوم كاريكاتيرية للنبي "محمد" في مجلة فرنسية هزلية بإمكانهم اللجوء للقضاء". وانتقد وزير الخارجية لوران فابيوس الذي كان يتحدث لراديو فرنسا الدولي، قرار المجلة بنشر الرسومات ووصفه بأنه مستفز وبمثابة سكب الزيت على النار، لكنه شدد على أهمية حرية التعبير على الأراضي الفرنسية، وقال أن مبدأ حرية التعبير "يجب ألا ينتهك." وقال دليل بوبكر، عميد مسجد باريس الكبير في اليوم: إن نشر هذه الرسومات في هذا التوقيت شيء خارج عن نطاق المنطق، وهذا شيء غير مقبول اأبدا وتجاوز للحدود وإنه أمر مشين وبغيض واستفزاز عديم الفائدة وغبي، ونحن لسنا مثل الحيوانات للرد على كل إهانة".