أنا فتاة أبلغ من العمر 27سنة, أعمل في وظيفة حكومية, صرح لي الكثير من الزملاء عن رغبتهم في الارتباط بي, وكذلك من أفراد عائلتي, الإ أن مواصفات فتي أحلامي كانت دائما تقف عقبة أمام اختياري, فأنا أرغب في كل شيء المال والسلطة والعائلة والجمال والأخلاق, ولا أريد أن أتنازل عن أي منها. وبمرور العمر والخوف من شبح العنوسة أبديت استعدادي للارتباط بأحد الزملاء، وبالفعل بدأت أشعر بحبى له علي الرغم من أنه لا تتوافر به أي من مواصفات فارس الأحلام التي طالما حلمت بها ، ولكن القدر شاء أن يعذبني فجاء لخطبتي شخص ذو مال ونفوذ وجمال ومناسب لي عمريا, ولكنه مطلق وخرج من زواجه بطفلة عمرها عامين. أبدت أسرتي سعادتها وترحيبها به وتراجعت عن موافقتها على زميلي في العمل خاصة مع عدم حضوره حتي الآن لمقابلة والدي ،لأنه لم يجهز ماديا بعد, والمشكلة أنني بدأت أتردد بينهما بعدما كنت مقتنعة تمام الاقتناع بزميلي، وفي الوقت نفسه أخاف من الزواج من شخص مطلق ولديه طفلة, وأتساءل كيف تترك مطلقته كل هذا النعيم ؟خاصة وكنت على علم بمدي الحب بينهما, بالإضافة لإخباره لي أن سبب الطلاق هو رفض زوجته الإنجاب مرة أخري وهو سبب أراه غير منطقي. أنا الآن في حيرة من أمري هل أتزوج شخص يحبني ونبني حياتنا سويا خاصة إنني تعلقت به نوعا ما , أم أتزوج المطلق لكي أنعم بمميزاته التي لا تقاوم؟ حرب نفسية يرد الدكتور شاهين رسلان ،أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، على صاحبة المشكلة مؤكدا أن اختيار شريك الحياة علي أساس الجانب المادي وحده لا ينتج زواجا سعيدا, وأن عليها أن تبحث في زوج المستقبل عن الحنان والأخلاق والحب, وهى كفيلة بأن تضمن لها السعادة, وعليها أن تسأل نفسها هل هي مستعدة للدخول في حرب نفسية في حال موافقتها علي شخص مطلق وله ابنة؟ وعليها أن تعلم أن الصغيرة ستكون عقبة في طريق سعادتها, وأنها ستصبح زوجة أب, وتكيف نفسها علي ذلك, فمن الطبيعي أن تتولد غيرة لدي البنت علي أبيها الذي سيظل دائما في ذهنها تخلي عنها وعن أمها، لأن الغيرة وحب التملك غريزة في الانسان. ويضيف رسلان أن السائلة عليها أن تتحري عن أسباب الانفصال, فربما تكون زوجته هي سبب الإنفصال ككونها متسلطة, لاتتحمل مسئولية, سيئة الخلق والطباع ,...........إلخ, ومن الممكن أن يكون هو السبب وعندها لابد أن تسأل عن الأسباب خشية أن يكون مستهترا, أو منفلتا, أو يكون السبب اختفاء صفة الرجولة فلم يكن هو الراعي والمسئول والعائل وهو ماجعل زوجته ترفض تحمل مثل هذا الرجل الذي يعتمد عليها بإلقاء مهام أسرتهما علي كاهلها، وينشغل بأصدقائه أو حتي بالكمبيوتر والنت عن زوجته وأمور حياتهما خاصة أنه ميسور الحال, مع الوضع في الاعتبار أن الزوجة هي دائما من تتحمل ويصعب عليها قرار الإنفصال وإذا أقدمت عليه لابد من وجود سبب قوي. فالمرأة هي دائما من تحاول الحفاظ علي تماسك وكينونة أسرتها مهما مرت عليها من صعوبات. وفي حال اقتنعت السائلة بسبب الطلاق عليها أن تصمم علي فترة خطوبة طويلة تمكنها من معرفة شخصيته بشكل أكبر قبل الإقدام علي الزواج به, وإذا تزوجته عليها أن تتقي الله فيه وتتقي الله في إبنته التي لا ذنب لها . خطوات الاختيار ومن جانبها تؤكد د. سمر عبده ،الإستشاري النفسي والإجتماعي، أن التردد في قبول العريس أمر متكرر لدى الفتيات وهو ما يتسبب في ضياع فرص ثمينة يندمن عليها فيما بعد , وهنا لابد من حسن اتخاذ القرار والتفكير بعمق , فالسائلة أمام أمرين.. شاب مناسب ذو إمكانيات مادية محدودة مثل أغلب الشباب, وآخر غني ولكنه مطلق ولديه ابنة, ولابد من التيقن أنه لايوجد شخص يحصل علي كل شىء وعليها الإختيار بينهما ولكن بعد اتباع الخطوات التالية: - تسأل نفسها هل هي شخصية مادية أم رومانسية؟.. وإذا كانت الأولى عليها أن تذهب للمال, وإذا كانت الثانية عليها أن تبدأ حياتها مع شخص لم يسبق له الزواج. - تستشير الأهل والأصدقاء فلا يخيب من استشار. - تجلس مع المطلق عدة مرات ولا ترفضه بدون أن تراه لأنه ممكن أن يكون شخصا محترما وتضيع علي نفسها فرصة لا تتكرر كثيرا ،فكم من زوجة تعاني مع شاب لم يسبق له الزواج وأخريات سعيدات في حياتهن بالزواج من أرمل أو مطلق. - تصلي صلاة استخارة لتعينها على اتخاذ القرار وتشرح لها صدرها لما هو خير. - ألا تجعل ارتفاع نسبة العنوسة وقلة فرص الزواج سببا يدفعها للقبول بمن لاترضاه - أن تقارن بين شخصية الاثنين وتختار من ترضي دينه وأمانته ولكن بعد أن تتأكد أن المطلق انفصل عن زوجته لسبب واضح ومعروف. - إذا اختارت المطلق عليها ألا تخاف من كلام العائلة لأنه سيكون لفترة وجيزة وبعدها ينسى الجميع وتنعم بحياة سعيدة مع زوجها.