عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم، بنيويورك لقاء مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكى، والتى تضم مسئولين وعسكريين سابقين، إضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر بالولاياتالمتحدة. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بلقاء هذه النخبة المنتقاة من الشخصيات الأمريكية، والتى طالما أسهمت فى تشكيل توجه دوائر صنع القرار الأمريكى المختلفة إزاء مختلف القضايا التى تمس الأمن القومى الأمريكى، لا سيما مصالح الولاياتالمتحدة فى منطقة الشرق الأوسط. وقد أكد الرئيس أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة، وضرورة العمل على تعزيزها فى كافة محاورها المتعددة، بما يصب فى صالح الأمن القومى لكلا البلدين، مشيرا إلى أن السياسة المصرية تتسم بالتوازن والحرص على الانخراط الجاد مع دوائر صُنع القرار الأمريكى المختلفة. كما أشار الرئيس إلى التطلع لدعم الولاياتالمتحدة للتجربة التنموية المصرية وطموحها فى تحقيق نهضة اقتصادية شاملة، والتى من شأنها أن توفر فرصاً أمام زيادة وتنمية الاستثمارات الأمريكية فى مصر، تحقيقاً لمنافع متبادلة للجانبين، بالإضافة إلى أن السوق المصرية تُعد مدخلاً أساسياً أمام الشركات والمصالح الاقتصادية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد حواراً مفتوحاً مع الحضور، حيث عقب الرئيس على عدد من الأسئلة المتعلقة بالأوضاع على الساحتين الداخلية والإقليمية. وبالنسبة لموضوع مكافحة الإرهاب؛ أكد الرئيس أن أحد أهم ملامح العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة هو محاربة العدو المشترك المتمثل فى الإرهاب، مشيراً إلى الإنجازات الكبيرة التى حققتها مصر فى مواجهة الإرهاب على المستويات العسكرية والتنموية والفكرية، وذلك فى ظل التهديدات الأمنية غير المسبوقة التى باتت تواجه منطقة الشرق الأوسط بسبب انتشار الإرهاب والجماعات الإرهابية، و قيام بعض الدول بالمنطقة بدعم تلك الجماعات وتوفير الملاذات الآمنة لها وإمدادهم بالتمويل والأسلحة والممرات الآمنة. وفيما يتعلق بأهم الملفات الإقليمية؛ أكد الرئيس فى هذا الصدد أن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى لا يزال يمثل أحد أهم مسببات عدم الاستقرار السياسى فى المنطقة، ومن شأن التوصل إلى سلام عادل وشامل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، أن يسمح لدول المنطقة بتحقيق الاستقرار، ويفتح آفاق التنمية والارتقاء بالأوضاع المعيشية لشعوب المنطقة، ويسهم كذلك فى تجفيف منابع الإرهاب. كما أشار الرئيس إلى أهمية تكاتف أطراف المجتمع الدولى لدعم المؤسسات الوطنية وكذا تنفيذ أطر الحل السياسى الشامل لعدد من الأزمات بالمنطقة، وتجنب الحلول العسكرية التى طالما أدت إلى تداعيات شديدة السلبية تمتد آثارها على كافة المستويات.