اليوم هو أول أيام عيد الفطر السعيد، وكنت أتمنى أن نفرح ونسعد بأيامه ونشارك اخواننا المسلمين هذه الفرحة، لكن المصاب جلل والجراح نازفة والقلب يدمي لما نراه من دماء تسيل في سوريا الشقيقة، هذه الدماء الطاهرة الزكية التي تنزف من أطفال وشيوخ ونساء أهلنا في سوريا رسمت صورة مظلمة وقاتمة ومؤلمة تدفعني للقول أرجو من الله أن نقول لاخواننا في سوريا كل عام وهم بخير بعد أن تتحقق لهم مطالبهم المشروعة في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة بعد أن حرمهم النظام السوري من فرحة الحياة وفرحة العيد وحرمنا أيضا هذه الفرحة. بالأمس نقلت بعض وسائل الإعلام خبر انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ورغم عدم ترحيبي بهذا الانشقاق لأن توقيته غير صائب وغير مقبول لأن الشرع شريك لهذا النظام منذ قيامه وهو مسؤول عن دكتاتورية وفساد هذا النظام تماماً مثل مسؤولية الرئيس بشار الأسد فلا فرق بينهما، وانشقاقه الآن يعني هروبه من المحاسبة والملاحقة في حال التوصل إلى تسوية سياسية وانتصار الثورة في مطالبها المشروعة بمحاسبة الفاسدين والمفسدين، ويعني أيضا أن الشرع سكت طويلاً عن إراقة دماء حوالي عشرين ألف مواطن سوري، وسكت وصمت أيضا عن دوره الذي قبله بتحقيق المصالحة الوطنية والبحث عن حل للأزمة السورية عندما صدر قرار جمهوري بتكليفه بالحوار مع المعارضة السورية، ولم يخبرنا عن نتائج هذا الحوار، ولم يعلن نتيجة محاولاته في المصالحة بين النظام والمعارضة، ومن يقف عقبة أمام هذه المصالحة، وهل النظام راغب حقاً في تلبية مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة والقضاء على الفساد؟! غياب الشرع وعدم الإجابة عن هذه التساؤلات أثار عدة أسئلة، لعل أولها لماذا لم يتحدثلوسائل الإعلام ويخبر الشعب بالحقيقة؟ والسؤال المهم الآخر: لماذا لم يظهر الشرع ويحدد موقفه من المبادرة العربية التي طالبت بتفويضه بصلاحيات الحوار مع المعارضة؟! إن عدم الإجابة على هذه الأسئلة تضعنا أمام عدة احتمالات، فإما أن الشرع تحت الإقامة الجبرية.. وإما أنه مواقف على سلوك النظام.. وإما أنه ينتظر ميلان كفة الصراع ليميل بعدها إلى الطرف الفائز. الاحتمال الأول وهو أنه تحت الإقامة الجبرية لم يكن صائباً فقد شاهدناه يشارك في تشييع الضباط القتلى مؤخراً، وهذا يعني إما أنه يشارك النظام في ما يقوم به أو أنه ينتظر الفرصة المواتية لسرقة ثمار الثورة أو أنه باتفاق مع النظام في خطة خبيثة لا أفهمها أبداً لأن عدم ظهوره بالأمس بعد خبر انشقاقه والاكتفاء بصدور بيان من مكتبه يقول إنه لن يغادر سوريا وأنه لم ينشق ويمارس صلاحياته ومسؤولياته كنائب للرئيس يؤكد أن هناك سراً لا أفهمه شخصياً، فلو أنه صادق لظهر على شاشة التليفزيون السوري وكذب بنفسه خبر انشقاقه، فعدم الظهور وعدم الإجابة على التساؤلات السابقة يدفعنا للقول: أين الشرع؟! نقلا عن صحيفة الشرق القطرية