ألقت مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية الضوء على اضطهاد البوذيين الأقلية المسلمة في سريلانكا، والتعامل معهم بعنف وتعصب. ففي سبتمبر الماضي، هدم حشود من السيرلانكيون بقيادة حوالى 100 من الرهبان البوذيين مزارا مقدسا للمسلمين في مدينة أنورادابورا السريلانكية. وحينما كان يلوح الحشد بأعلام ذات اللون الذهبي والأحمر المميزة للبوذيين في سريلانكا، أشعل أحد الرهبان النار في علم للمسلمين المتسم باللون الأخضر، في إشارة لإهانة المسلمين هناك. وادعى الرهبان بأن هذا المزار على أرض كانت قد أُعطت للسنهاليين – اللغة السنهالية تتحدثها مجموعة عرقية فى سيرلانكا عددها 13 مليون شخص- منذ 2000 عام مضت، وأن لديهم حق الملكية الكاملة للجزيرة بأكملها كما هو مكتوب عندهم في النصوص المقدسة. ولم يكن حادث الهجوم على المزار هو الوحيد حديثا، فقد قاد عدد من الرهبان والكهنة البوذيين في مدينة دامبولا بوسط سريلانكا في إبريل الماضي، مظاهرة حاشدة تجَّمَع فيها أكثر من 2000 بوذي مطالبين بإزالة مسجد، بحجة أنه يقع في حدود منطقة مقدسة لدى البوذيين. وخلال 48 ساعة من هذه الحادثة، أمرت الحكومة السريلانكية بإزالة المسجد استجابة لمطالب الأغلبية البوذية. وكان هذا الهجوم على المسجد بمثابة "اليوم التاريخي"، حيث صاح فيه الرهبان القائدين للحشد: "النصر لمحبي السنهالية الذين تجري في عرقهم دماء سنهالية وهم بوذيون". ولفتت المجلة انتباه العالم إلى بعض مظاهر اضطهاد الأقلية المسلمة في سريلانكا التي تعاني بشكل مستمر من ظلم وعدوان من البوذيين دون رادع.