تأخرت هذا العام الأمطار الموسمية التي تهطل سنويا على الهند، مما أثار مخاوف من جفاف قد تكون نتائجه كارثية على مئات الملايين من الفلاحين. وتعد الامطار الموسمية بالغة الأهمية بالنسبة إلى الهند، إذ إن ثلثي السكان البالغ عددهم 1,2 مليار نسمة يعتمد على الزراعة. وتهطل هذه الامطار في جنوب الهند أولا في شهر يونيو، قبل ان تنتقل الى مناطق اخرى. لكن ضعف الامطار هذه السنة دفع عددا من المزارعين الى الاحجام عن الزراعة هذا العام. وتعد ولاية هاريانا، على غرار البنجاب، السلة الغذائية للهند، اذ تنتج 60 % من انتاج القمح والذرة والارز والبذور الزراعية. لكن الجفاف الشديد ضرب هذه المنطقة بقوة بسبب عدم هطول المطر، اذ ان منسوب الامطار فيها انخفض بنسبة 65% عن معدله المعتاد. وتفيد الارصاد الجوية، ان ولايتي ماهاراشترا وغوجرات في غرب الهند ومناطق اخرى في الجنوب ستتأثر بهذا الجفاف. وعلى الرغم من ان الامطار الموسمية تسببت بفيضانات في مناطق في شمال الهند، الا ان منسوب الامطار في عموم البلاد ما زال دون المعدل السنوي ب 20 %، الامر الذي يثير المخاوف من تكرار ما جرى في العام 2009. ومن شأن الجفاف ايضا أن يؤدي الى ارتفاع في اسعار السلع الزراعية في الاسواق العالمية، اذ ان الهند تعد اكبر مصدر للبذور والحبوب في العالم وثاني أكبر منتج للسكر والأرز والشاي. وفي انتظار الامطار الموسمية التي لم تأت هذا العام بعد، قام الفلاحون بحراثة اراضيهم واصلاح الجرارات الزراعية. ومع ان الحكومة الهندية لم تعلن بعد ان البلاد دخلت في حالة الجفاف، الا انها قدمت حتى الان مساهمات مالية بقيمة 19 مليار روبية حوالى 330 مليون دولار إلى نحو عشرة ملايين مزارع، بالاضافة الى الاعلاف وملء الخزانات بكميات كافية من مياه الشرب.