حياة صعبة بمعنى الكلمة.. مرض.. فقر.. غلاء وهموم تقصم ظهر أى شخص مهما كان صبره، ومهما كانت عزيمته، سطور القصة تنزع القلب من مكانه، وكلما انتقلت عينى من سطر يحمل مأساة أجدها تقفز إلى السطر الذى يليه، وهى تعلم تمام العلم أنه يحمل مأساة أكثر من السطر السابق.. حقاً.. أوجعت قلوبنا يا عم رأفت، وجعلتنا نتحسس أبناءنا وحياتنا، وما نحن فيه من نعمة نشكر الله عليها فى كل لحظة. رأفت محمد مصطفى حسين مواطن يقيم بقرية لقانة بمركز شبراخيت فى محافظة البحيرة يعمل أرزقياً وليس له أى دخل من أى مكان ويعول خمسة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة ويعمل ليلاً ونهاراً حتى يوفر ما يمسك عليهم رمقهم ويوفر متطلباتهم الأساسية، ولم يتصور وسط هذا الكم الكبير من المعاناة أن يجد «ميادة» أحب بناته إلى قلبه مصابة بضمور فى المخ وتأخر عقلى وحركى ولغوى منذ والدتها، وبدأ يتعامل مع الأمر ببساطة المصريين الذين يطرقون جميع الأبواب بحثاً عن الأمل، وفى النهاية يكون الرضا بالنصيب والأمر الواقع هو من علامات الإيمان، ولكن عندما يزداد الأمر سوءاً، وتزيد الهموم فوق رأسه، فلزاماً على الدولة أن تقف إلى جواره وتسانده وتحمل عنه مصروفات علاج ميادة، ولكن ما حدث هو العكس، فالتأمين الصحى لم يقدم لها سوى تشخيص الحالة التى تحولت من تأخر عقلى وحركى إلى شلل شبه كامل، وضمور فى العصب البصرى وعدم استقامة العمود الفقرى مع العضلات، وتمر السنوات تلو السنوات حتى يصل عمر ميادة إلى 19 سنة من المرض والعجز والعلاج والمصروفات حتى أصبح «رأفت» يشبه اطلال إنسان لا يشغله إلا إطعام الأفواه الجائعة يومياً وعلاج شقيقتهم ميادة، وحتى من بلغ منهم سن الزواج خرج من أولويات عم رأفت الذى يضع الأولوية لعلاج ميادة ورعايتها، ونحن من جانبنا ننشر القصة ونحتفظ ببيانات صاحبها وأرقام هواتفه طمعاً فى التواصل مع أصحاب القلوب الرحيمة والجهاز الحكومى المتمثل فى وزارة التضامن الاجتماعى لتتولى بحث حالته وعلاج ابنته وربط معاش شهرى له يتناسب مع خمسة أبناء وإيجار شقة يصل إلى 500 جنيه شهرياً. طارق يوسف