مهنية المخرج أساس نجاح أى عمل أستعين برأى والدى فى بعض الأعمال قبل موافقتى عليها فى كل عمل تطل به على الجمهور تعتقد أنها قد بلغت ذروة مجدها وتألقها بعد النجاح الكبير الذى تحققه فى كل شخصية تجسدها، تاركة بصمة مميزة تضعها فى مكانة خاصة بين جيلها. إلا أن تطل علينا فى عمل جديد لتؤكد أنها فنانة من طراز خاص تتمتع بمزيد من الطاقات الفنية التى تفرغها على شكل جرعات مكثفة فى كل خطوة تخطوها. هى الفنانة ريهام عبدالغفور، التى تنضج فنياً مع كل عمل جديد، نجحت أن تكون محط أنظار الجميع وحديث رواد «السوشيال ميديا» بشخصية فريدة التى جسدتها فى مسلسل «زى الشمس»، وهى شخصية مركبة تحمل جوانب من الخير والشر. أثناء تكريمها من حزب الوفد عن دورها فى مسلسل «زى الشمس»، التفت «نجوم وفنون» بها لمعرفة إصرارها على تجسيد الأدوار المركبة، ومعرفة معايير اختياراتها الفنية.. وإلى نص الحوار: فريدة شخصية صعبة فى مضمونها.. ما الذى جذبك فى شخصيتها؟ فريدة تبدو فى الظاهر شخصية شريرة وخائنة وأنانية، وإنما هى فى الباطن تمر بأزمات نفسية دفعتها لخيانة شقيقتها الوحيدة عن دون وعى منها، وهو الخطأ الذى ندمت عليه طوال الحلقات ودفعت ثمنه فى الأخير، لذا الدور كان بالنسبة لى تحدياً ومغامرة فى كيفية إقناع الجمهور بشرها وفى ذات الوقت كسب تعاطفه معها. لم تكن هى المرة الأولى التى تجسدين فيها شخصية مركبة.. ما سر اختيارك لهذه النوعية من الأدوار؟ أولاً الفنان يفترض أن يقدم جميع الأنماط ومختلف الشخصيات، ولا يحصر نفسه فى قالب معين، لهذا تمردت على أدوار الفتاة الطيبة الرقيقة الرومانسية واخترت طريق آخر أتمكن من خلاله اظهار موهبتى للجمهور، وأعتقد أن هذا الطريق وضعنى فى مكانة مميزة عند الجمهور. كما أن هذه النوعية من الأدوار تعتبر بمثابة اختبار لقدراتى التمثيلية. فريدة شخصية صعبة ومركبة هل أجبرتك على تحضيرات معينة؟ - الشخصية الدرامية لها ثلاثة أبعاد، البعد النفسى والاجتماعى والمظهر الخارجى، وانا أهتم بهذه الأبعاد فى كل شخصية أجسدها أبحث عن أبعادها النفسية والاجتماعية وبناءً عليه أرسم «لوك» وملامح الشخصية فى مخيلتى، وساعدتنى على ذلك المخرجة كاملة أبوذكرى، فهى التى اختارت شكل اللوك الذى ظهرت به فى المسلسل. هل توقعت نجاح شخصية «فريدة» التى باتت حديث السوشيال ميديا؟ - يظل الفنان بعد كل عمل ينتظر بفارغ الصبر مردوده أمام المشاهدين، ولكن توجد دائماً مؤشرات أولية يستشرف من خلالها مردوداً استباقياً لما سيحصده، وطاقم العمل فى «زى الشمس» بداية من الكاستينج الموجود أمام الشاشة إلى ما وراء الكاميرات يبشر بعمل ناجح لأنهم نجوم موهوبون يهتمون بأدق التفاصيل فى عملهم. ولكن تغير مخرج العمل فى منتصف الحلقات.. ألم يؤثر على نجاح المسلسل؟ - أعتقد أن الجمهور أجاب عن هذا السؤال، فالمسلسل حقق نسب مشاهدة عالية والجمهور تفاعل مع جميع شخصيات المسلسل. دائما الأعمال التى تحتوى على الألغاز تلمس الجمهور.. هل تتفقين معى؟ - هذا يتوقف على حرفية الكاتب والمخرج، فهناك أعمالا تضمنت ألغازاً ولم تحقق أى نجاح يذكر، لأن الأعمال الاجتماعية هى التى تلمس الجمهور أكثر ولكن يتوقف أيضًا على طبيعة القصة والقضية المطروحة وطريقة تناولها وعرضها للجمهور. أعتقد أن نجاح أى عمل يتوقف على مهنية المخرج واحترافه فى إيصال رسالته للجمهور أياً كانت نوع تيمة العمل أكشن أم درامى أم اجتماعى أم ساسبنس. كيف استقبلتِ «الكوميكس» التى تداولها رواد السوشيال ميديا على شخصية «فريدة»؟ - أضحكتنى كحال الجمهور العادى، وهذا أكبر دليل على أن الشخصية وصلت لشرائح مختلفة من الجمهور، وسعيدة بكل هذه الضجة التى أثارتها فريدة وفضول الجمهور لمعرفة من القاتل. وماذا عن أصعب المشاهد التى قمت بتصويرها؟ - مشهد اعتراف فريدة لشقيقتها نور التى تقوم بتجسيدها دينا الشربينى بخيانتها لها، لأن هذا المشهد تم تصويره فى ثالث يوم، واعترضت وقتها؛ وتساءلت لماذا نقوم بتصوير مشهد مهم مثله فى الأيام الأولى، لأننى كنت فى حاجة للاندماج فى الشخصية بشكل أكبر، لكن حينها أخطرونى أن جميع مشاهد فريدة صعبة، وبعدها سعدت أننى قدمته فى البداية، لأنه كان حملاً وعبئاً كبيراً على، لأن المشهد متعب نفسيًا. هل اطلعتِ على النسخة الإيطالية من المسلسل؟ - شاهدت حلقة واحدة فقط منه، لأن فضولى دفعنى لمعرفة شخصية فريدة، ولكن لم أتابعها حتى لا أتأثر بها وبأدائها. هل شخصية «فريدة» أثرت فى نفسيتك.. وأى الأعمال أقرب لقلبك؟ - إطلاقا، فريدة لم تنل من شخصيتى، ولم تؤثر على بشكل أو بأخر، أما بخصوص الأعمال القريبة من قلبى كل الأعمال اعتبرهم أبنائى لم أفضل أحدهما على الآخر، فكل شخصية جسدتها أمام الشاشة تعايشت معها ومع تفاصيلها وتأثرت بها وتعاطفت معها، ولكن تبقى «أفنان» فى «لا تطفئ الشمس» العمل الأقرب لقلبى. من الفنانات اللواتى لفتن نظرك فى دراما هذا العام؟ - لم اشاهد جميع المسلسلات بسبب انشغالنا بالتصوير الذى استمر حتى آخر يوم فى شهر رمضان، ولكن شاهدت مقتطفات من مسلسل «لمس أكتاف» وانبهرت بأداء الفنانة حنان مطاوع. متى نرى ريهام عبدالغفور فى خانة «البطولة المطلقة»؟ - أتمنى ذلك، كاذب من يدعى أنه لا يحلم بالبطولة المطلقة ولكن بشرط أن يكون العمل جاداً ولا يقل أهمية عن الأعمال التى جسدتها فى أعمالى السابقة. هل اهتمامك بالدراما جاء على حساب السينما؟ -لا تقاس الأمور بهذا الشكل، أنا فنانة أهتم بالدور الذى يأتى لى، ربما رصيدى الدرامى أكبر من السينما، ولكن هى فى الأول والأخير مسألة حظ، فأغلب الأعمال الدرامية التى كانت تعرض على تستهوينى أكثر من السينما، ولكن هذا لا يعنى أننى لا أهتم بها ولكن الورق الجيد هو الذى يحدد وجهتى. هل تدعمين نجلك فنياً بعد أن كشف لكِ عن رغبته باقتحام المجال؟ - فى البداية كنت معترضة على دخوله المجال لأنه صعب ومرهق، ولكن هذا اختياره وقراره وليس لى دخل فيه، ولم اتوانى فى تقديم المساعدة له إذ طلب منى ذلك. ما المعايير التى تختارين على ضوئها أعمالك الفنية؟ أبحث عن الجديد والمختلف فى الشخصية التى أقدمها، وأحياناً أستشير رأى والدى الفنان أشرف عبدالغفور فى العمل قبل المشاركة فيه. كيف تقيمين تجربتك فى مسرحية «الملك لير»؟ - الملك لير كان بالنسبة لى حلماً، يكفى أن العمل من بطولة الأسطورة الدكتور يحيى الفخرانى الذى يميز أى فنان يعمل معه، سعيدة جداً بالتجربة لأنها ساهمت فى إنعاش المشهد المسرحى من جديد واستعادة رونقه.
