تحتفل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية بعيد نياحة القديس آبرام، المعروف كنسيًا بلقب "محب الفقراء" وهو أسقف الفيوم والجيزة، وأيضا قديس قبطي معاصر لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لقب بصديق الفقراء ورجل العطاء لشدة اهتمامه بمساعدة الفقراء والمحتاجين، ذلك من خلال إقامة النهضة الروحية بدءً من يوم 4 يوليو المقبل حتى 10 من ذات الشهر بكنيسة القديس آبرام بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة والأساقفة والرهبان وعلى رأسهم نيافة الأنبا هيرمينا أسقف عام أسقف عام وسط وشرق الإسكندرية، والأنبا بافلي أسقف عام شباب الإسكندرية وحي المنتزة، ونيافة الأنبا إبرام إميل وكيل بطريركية الأرثوذكسية، والأنبا إيلاريون أسقف عام غرب الإسكندرية وبرعاية وصلوات قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. ولد القديس آبرام بقرية دلجا التابعة لإيبارشية ملوي عام 1829م، وهو من أبوين تقيين واسمه قبل الحياة الرهبانية هو "بولس غبريال"، و قد حفظ المزامير ودروس الكتاب المقدس منذ طفولته، وكان ذو شهرة واسعة فقد سمع الكاتب الإنجليزي ليدر وهو في فرنسا، عن أسقف مصري قديس، فأسرع بالسفر إلى مصر مع زوجته ليلتقيا به ، و قام بتسجيل حورًا معه و تكون من فصلا كاملا عن حياته، وورد فيه ما يلي: "هذا القديس الشيخ عرفه العالم الشرقي كله، وأدرك أنه الخليفة المباشر لسلسلة المسيحيين الأولين غير المنقطعة" كما ورد عن رأى زوجته عن هذا اللقاء بقولها: "كنا في حضرة المسيح وامتلأنا بروح الله". ومن فرط حبه للعذراء مريم البتول قرر أن يترهبًا فدخل بدير السيدة العذراء مريم "المحرق" بوادي النطرون، حيث رُسم راهبًا باسم بولس المحرقي عام 1848 م، ولما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة حول المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة أعوام ثم رُسم فيها قسًا عام 1863م، و بعد ذلك عاد إلى ديره حيث اختير رئيسًا له، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهبًا، لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير. كان محب الفقراء بمثابة ملجأ لهم وفقد قام عددًا غفيرًا من فقراء الصعيد باللوء إلى دير المحرقي ليحتموا برحمة و قلب هذا القديس العظيم محب الفقراء و حامل تعاليم المسيح و منفذ المبادئ الإنجيلية التي تدعو إلى محبة و مساعدة الاخرين لذا خصص الأسقف بالدور الأول من داره للفقراء والعميان والمرضى وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئن عليهم بنفسه وكان إذا دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن لم يجد يعطه "شاله" أو وله في ذلك قصص مذهلة قد روتها الكتب التراثية التي تناولت القديسين العظماء حتى تحفظ أسمائهم و تنشرهم بين أبناء العقيدة الأرثوذكسية لتحفظ وودهم المعنوي رغم رحيلهم لذا تحرص الكنائس على إحياء تذكار هولاء القديسين المؤثرين في تكون النفس البشرية لما في سيرتهم من دروس عظيمة من شأنها مساعدة الاخرين أن يسلكوا طريقهم في محبة الخير و نشر الإيمان من خلال تصرفاتهم وأسلوبهم و ليس مرد سرد تعاليم و مبادئ نظرية فحسب.