وقفت منطقة الخليج العربي على حافة صراع مرتقب، خلال الأشهر القليلة الماضية، بين كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، عقب رفض الأخيرة الاستجابة لواشنطن ووقف العمل على برنامجها النووي، وتوسعاتها السياسية في المنطقة. الجمعة الماضية، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، لنشر قوات إضافية، بهدف الحماية، إلى جانب توقيع اتفاقية بيع السلاح لدول الخليج بقيمة 8.5 مليار جنيه. حذرت إيران من التصعيد الأمريكي في المنطقة، كما دعا وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أمس السبت، إلى ضرورة التصدي لخطوات الولاياتالمتحدة، التي اعتبرها "خطرًا كبيرًا على السلام والأمن الدولي". فيما أكد مساعد قائد الجيش الإيراني، أمير سيفي، أن بلاده سوف تتصدى بحزم للولايات المتحدة في حال أقدمت على الحرب ضد طهران. الوساطة العراقية: توجه محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، أمس السبت، إلى العراق، لبحث التوترات في المنطقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك في إطار جولته في عدد من مدن آسيا لمناقشة الأزمة. يختلف دور العراق من الأزمة بين طهران وواشنطن، نظرًا لتمتع بغداد بعلاقات قوية مع البلدين، وتوقع عدد من المحللين احتمال أن تصبح ساحة حرب بالوكالة بين طرفي الصراع. حاولت العراق أن تتوسط في حل الأزمة الحالية، فكشف رئيس مجلس الوزراء، عادل عبدالمهدي، قبل أيام، عن عزم بلاده إرسال وفود إلى طهران وواشنطن لإنهاء التوتر بين الطرفين". من خلال تصريحات الخارجية الإيرانية، عقب زيارة جواد ظريف إلى بغداد، يبدو أن بغداد استطاعت استمالة طهران للتفاوض مع الخليج، والدفع بها لتحسين العلاقات معها. حيث أعلن ظريف، اليوم الأحد، أن بلاده ترغب في بناء علاقات "متوازنة" مع دول الخليج، كاشفًا أن طهران اقترحت إبرام اتفاقية "عدم الاعتداء مع دول الخليج المجاورة، مؤكدًا أن بلاده ستتصدى لأي مساعٍ للحرب على إيران، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، وسنواجهها بقوة. من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، أن بغداد ترفض التصرفات الأمريكية أحادية الجانب، مضيفًا "نقف مع جارتنا إيران وسنكون وسيطًا بين الطرفين". جاءت الدعوة لهذه الاتفاقية، التي لم يتم الإفصاح عن ملامحها بعد، عقب أيام من دعوة طهران دول الخليج إلى إجراء حوار حول الأزمة الحالية. حيث وجهت إيران، الثلاثاء الماضي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، من خلال ممثلها الدائم لدى الأممالمتحدة، مجيد تخت روانجي، طالبة التفاوض والحوار مع دول الخليج، ل"تسوية القضايا الأمنية المعقدة الراهنة في المنطقة". قال روانجي، "إن نطاق أي صدام محتمل سيتجاوز المنطقة سريعًا، وسيكون له تداعيات جدية وواسعة على الأمن والسلام الدوليين، مؤكدًا أن إيران كانت ولا تزال ترفض دومًا النزاع والحرب، ولن تختار أبدًا الحرب كخيار، أو استراتيجية لتحقيق أهداف سياستها الخارجية".