أيمن سلامة: «السقا» طلب إضافة مشهد المقابر.. وتشاركنا فى اختيار الاسم أراهن على الحلقة ال11.. والمنافسة فى مصلحة الجمهور «الصباح» قال لى: «ولد الغلابة» سيكون أهم عمل فى رمضان أجريت دراسة بحثية عن ملاوى المنيا لأكتب تفاصيل المسلسل نجح الكاتب أيمن سلامة، فى رسم صورة ذهنية واضحة للشخصية المصرية التى تعيش تحت خط الفقر من خلال مسلسل «ولد الغلابة» ما جعله يتصدر قائمة أولويات جمهور الدراما الرمضانية ويصبح الأكثر مشاهدة فى أولى حلقاته، استطاع أن ينقل فى أول تجاربه الصعيدية شكل «الصعايدة» ب«جدعنتهم» وشهامتهم وقيمهم من خلال حواره الذى تميز بالرشاقة والبساطة والقرب من اللغة الدارجة إلا أنه لم يهبط بها إلى مستوى الابتذال. تميزت أعماله بشكل عام بالواقعية، فكان شديد البراعة فى تقديم أعمال تحمل العظة والكوميديا والتراجيديا، وأكملها ب«ولد الغلابة».. حاورناه عن تفاصيل العمل وكواليس كتابته فقال... فى البداية سألته.. هل توقعت ردود الفعل عن المسلسل؟ - الحمد لله، توقعت هذا النجاح، لعدة أسباب، أهمها عندما عرضت معالجة العمل للمرة الأولى على المخرج والمنتج والفنان أحمد السقا، ووجدت التتابع المبدئى للحلقات تجسدت أمام السقا والفنانين الموجودين أدركت أن العمل سينجح، وأتذكر أن المنتج أنور الصباح قال لى: سيكون أهم مسلسل فى رمضان، وعندما قرأت أول عشر حلقات للفنانين قالوا لى أول 10 حلقات يمكن أن نحسبهم مسلسلاً متكاملاً، وعندما وجدت أفيشات المسلسل على التكاتك والميكروباصات سعدت كثيراً وشعرت بأننا وصلنا لكل الفئات فى المجتمع الغنى والفقير. هل كان للسقا إضافات على السيناريو؟ - عندما جلسنا فى بروفات التجهيز للعمل، كانت هناك ملحوظات من فريق العمل نتفق عليها ونرى إذا كانت صالحة للإضافة أو لا، لأن العمل الفنى عمل جماعى، ولا أنكر أننى أثناء كتابة السيناريو، كنت أرى السقا أمامى بطلاً له، وعندما قرأ المعالجة أعجبته، وطلب منى إضافة مشهد إنسانى، وهو يزور والدته فى القبر ويتحدث إليها بعد وفاتها، باعتباره بمثابة اعتراف لها وأعجبنى المشهد وأضفته. الملابس فى الصعيد تختلف من مدينة لأخرى.. كيف اخترتم ملابس الشخصيات بهذا الشكل؟ - الملابس فى الصعيد «رتب»، لها أصول وتفاصيل، من يرتدى الطاقية يختلف عمن يرتدى العمامة والتلفيحة، وكل بلد ولها شكل فى ارتداء العمامة، ولذلك أنا سافرت المنيا قبل كتابة المسلسل، وعشت فى «ملاوى» فترة طويلة لتجميع معلومات كثيرة جدًا، وسافرت وصورت فى قرى محيطة بالأحداث، وانتقلت بين أماكن مختلفة لمعرفة فرق التفاصيل بين مدينة وأخرى، لأعرف المنيا وأهلها ولهجاتهم والفارق بينهما وبين محافظات مصر ليخرج بهذا الشكل، وكونت معلومات من تاريخ وجغرافيا وأسماء عائلات ومفردات الكلام والملابس، بمعنى أننى أجريت دراسة بحثية عن البلدة لأخرج بهذا الشكل. هل وجدت اختلافات جوهرية بين المحافظات وبعضها. خاصة مع وجود حروف مثل ال«ج» لم تعطش فى المسلسل كما نعرف عن الصعيد؟ - كل محافظات مصر لهجتهم متشابهة جداً، هناك مفردة تختلف فقط فى طريقة النطق، لكن عائلة «عيسى» أصولها من سوهاج ثم ذهب وعاش فى بيت أمه فى المنيا، وهى العائلة الوحيدة التى تتحدث سوهاجى فى المنيا كما يتضح فى المسلسل، وهنا كان مجهوداً أكبر ولذلك استعنا أيضًا بمصحح لهجة مع بحثى لنقدم عملاً متكاملاً، فأنا من المؤلفين الذين يهتمون بالتفاصيل، يشغلنى قبل كتابة الحوار أن أصف الحالة والأداء، وأهتم بالملحوظات الدقيقة حتى تتيح الفرصة للمخرج أن يستفيد بها وتنير للفنان الأداء حتى يفعله. لماذا لجأت لاختيار «سوهاجى منياوى»؟ - لأن الدراما تقتضى أن يعيش فى المنيا حتى يسافر للقاهرة ويعود فى نفس اليوم بسهولة، بالإضافة إلى المنيا فيها تحضر نوعاً ما سيتيح لى الفرصة فى كتابة بعض المشاهد التى يصعب كتابتها من أسيوط أو سوهاج أو غيرها من مدن الصعيد، أيضًا أن الحاجة الدرامية جعلت عيسى يترك أهل والده ليعيش فى المنيا لأن الاحداث القادمة ستشهد صراعاً مهماً بين البطل وعائلته لأبيه. العمل منذ حلقاته الأولى تناول العديد من القضايا مثل تجارة المخدرات والزواج القسرى.. ماذا ستقدم فى باقى الحلقات؟ - الحلقات كلها تسير فى إطار الغلابة، وقصدت من المشهد الأول فى المسلسل الخاص بالمدرسة أن أدخل المشاهد فى موضوع المسلسل وهو الفقر، من الذى أفقرنا ومن بدأ بالاستدانة، وأول جملة فى المسلسل، من ورط مصر فى الديون، وحاولت أن أوضح فترات معاناة مصر من الفقر، وهذا يؤكد أن هناك كماً كبيراً من الغلابة، وهذه هى رسالة العمل. لم نشاهد منذ فترة عمل يعطى عادات وقيماً مباشرة.. هل تعمدت ذلك؟ - بالفعل أول حلقة من المسلسل قصدت أن أقدم قيماً وعادات واضحة، لأوضح كم أن أهل الصعيد جدعان ويتميزون بالشهامة والمروءة، لكنه مثل كل الشباب بعد الضغط عليه اضطر أن يعمل تاجراً للمخدرات، وهو نموذج لشخص ضاع ووصل به الحال أن يطلب التقسيط فى مرض والدته، و«يستلف» الشاى والسكر من خالته، ويرتدى نظارة مكسورة، وهذا يؤكد أن الفقر سر ضياع الأسرة، أمام الديون لا يوجد سوى باب «ضاحى» وهذا ما يحدث مع الكل، باب الجريمة الأسهل لجمع المال. لماذا سميت المسلسل «ولد الغلابة»؟ - فى البداية اخترت للمسلسل اسم «سوق العبيد»، وبعدها المنتج صادق الصباح غيره باسم « البريمو» وبعدها النجم أحمد السقا اختار «ولد الغلابة» كاقتراح وشاركه فيه المخرج محمد سامى واقتنعنا بالاسم. وكيف قيّمت أداء السقا؟ - أداؤه مبهر تفوق فيه على نفسه، فكان متفرغاً تماماً للمسلسل ويراجع كل كلمة وكل حرف وحريص أن يشاهد المشهد قبل دخوله وبعد خروجه منه، حيث ركز بشكل كبير ليخرج الأداء فى المشاهد متواصلاً بهذا الشكل. فى رأيك لماذا يحقق العمل الصعيد نجاحاً دائماً مع الجمهور؟ - لأن الناس تصدق أهل الصعيد، وتريد أن تدخل فى أغوار هذا العالم، فهو ملىء بالأسرار والمفردات الجميلة، وما زال حتى الآن يحمل عبق التاريخ والزمن الجميل، ويحتمل القيم والأصول والعيب والحرام، ما زال الصعيد يحافظ عليه، والعمل هو أول سيناريو صعيدى لى وكانت كتابته سهلة وبسيطة، اكتشفت أنها قريبة من لهجة الفلاحين. وكيف ترى المنافسة فى رمضان؟ - المنافسة فى مصلحة الجمهور، وأنا سعيد بمستوى المسلسلات للعام الأول أتابع كل المسلسلات، والمؤشرات الأولى تؤكد على قوتها بداية من كلبش وزلزال وحدوتة مرة وعلى مستوى الكوميديا الزوجة 18 والواد سيد الشحات، لكنى أقول للجمهور أنا أراهن بقوة على مفاجأة الحلقة 11 من المسلسل.