قلل خبراء عسكريون مصريون من أهمية التصريحات التي أطلقها محللون إسرائيليون مؤخرا حول إحتمال إندلاع حرب بين البلدين، معتبرين أنها "مجرد مناوشات وجس نبض". وفي الوقت نفسه دعا خبير عسكري الرئيس محمد مرسي إلى إطلاق البرنامج النووي ليتسنى له الحصول على تكنولوجيا السلاح النووي عند الضرورة حتى يكون قادرا على التعامل بندية مع إسرائيل مستقبلا. وكان الباحث في شؤون الأمن القومي والعسكرية الإسرائيلية إيهود عيليم قد دعا تل أبيب إلى الاستعداد للمواجهة المحتملة مع القاهرة، متوقعا إندلاع حرب بينهما "خلافا لرغبة الدولتين" نتيجة تضارب المصالح مع تنامي نفوذ الاسلاميين في مصر، بحسب قوله. وحدد "عيلم"، في تقرير نشرته مجلة "إسرائيل ديفنس"، المتخصصة في الشئون العسكرية، ملامح سيناريو المواجهة العسكرية، وقال إن شبه جزيرة سيناء ستكون ميدان المعركة المقبلة، وسلاحا الجو والدفاع الجوي سيكونا أبرز عناصرها، لكن القوات البرية ستكون الحاسمة. ورغم تأكيد الخبير الاسرائيلي على رغبة البلدين في تجنب المواجهة لكنه رأى أنها ستكون حتمية نتيجة تعارض المصالح ورعبة اسرائيل في نزع السلاح من سيناء والمناطق الفلسطينية وتقليم أظافر حركة حماس. وكانت اسرائيل قد أبدت احترامها لفوز محمد مرسي، مرشح الاخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة في مصر، ودعته إلى الحفاظ على معاهدة السلام بين البلدين. ورأى اللواء عبد الحميد عمران، الخبير العسكري، أن انتصار الثورة المصرية لا يؤرق إسرائيل على النحو الذي يحاول البعض تصويره لأن الأوضاع هادئة حاليا، لكنها تخشى بالفعل من استقرار النظام بمصر ونجاحه وهو ما يحتاج مدة لن تقل عن 4 سنوات، وقال: " أظن أن الحرب ستكون أكثر ضرورة بالنسبة لها خلال 4 سنوات وليس الآن". ونصح الخبير العسكري الرئيس محمد مرسي بالتعامل بندية مع الجانب الاسرائيلي، معتبرا أن الندية لن تتحقق إلا بإطلاق البرنامج النووي، وقال: "أناشد الرئيس البدء في البرنامج النووي المصري ليتسنى له الحصول على تكنولوجيا تؤهله لامتلاك السلاح النووي عند الضرورة". وكان وزير الكهرباء والطاقة المصري د. حسن يونس استعرض تقريراً حول الخطوات التنفيذية لإقامة المحطة النووية بالضبعة (شمال غرب مصر) ويتوقع عرضه على مرسى تمهيدا لاتخاذ القرار بشأن المشروع النووي الذي كان قد أعلن عنه قبل ثورة 25 يناير وتعثر لأسباب كثيرة أبرزها الخلاف على موقع إقامة المحطة النووية. وقال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري، إن التقارير التي تخرج من وقت لآخر عن إحتمال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل هي محاولة لوضع الجانب المصري في موقف رد الفعل "ولا يصح أن نكون كذلك"، وبالتالي يتعين التعامل معها بحذر وتحليل ومراجعة دقيقة. وأوضح بخيت أن تلك التقارير تهدف كذلك لاثارة الرهبة والخوف وخلق حالة ارتباك، عير أنه لم ينف أن العلاقة بين البلدين "مقبلة علي التأزم في ظل مخاوف اسرائيل من دعم رسمي مصري لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة". وأضاف: "إذا سعت جماعة الاخوان المسلمين الي حسن الجوار مع اسرائيل سيكون عليها الصدام مع إسرائيل والعكس صحيح، ولذلك فاسرائيل تستبق الأمر بوضع شروط وتخيلات وتهديدات حتي يحدد كل طرف موقفه". ولفت بخيت إلى أن الموقف الاسرائيلي ليس موحدا من حيث مخاوفه من صعود الاسلاميين، ويرون في تصريحات مرسي عقب توليه مهامه رسميا أنها تشير الي حسن النوايا وسعي لاقامة علاقات طيبة.