تحت عنوان "في الإسكندرية مفاجئات انتخابية" سعت صحيفة "وول استريت جورنال" لرصد التحول الذي طرأ على محافظة الإسكندرية التي كانت رمانة الميزان لصالح الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية، وتحولها ناحية اليسار في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ووقوفها وراء المرشح حمدين صباحي الذي حصد المركز الأول، وما الذي ستفعله في جولة الإعادة خاصة أن الأجواء هناك تصب بمصلحة محمد مرسي لمنع وصول النظام السابق للحكم. وقالت الصحيفة إن الإسكندرية تلك المدينة الساحلية تعرف منذ فترة طويلة بأنها معقل "للسلفيين"، وحصلت على هذه السمعة حتى خلال الانتخابات البرلمانية المصرية العام الماضي، عندما منحت الأغلبية الساحقة للإخوان المسلمين وحزب النور، ولكن حدث شيء مفاجئ في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية قبل عدة أسابيع، حيث جاءت بالمرشح العلماني اليسارى "حمدين صباحي" في المقدمة ثم جاء في المركز الثاني عبد المنعم أبو الفتوح، وفي المركز الثالث محمد مرسي، وفي النهاية جاء شفيق الذي حل ثانيا على مستوى الجمهورية في المركز الخامس بالإسكندرية. وأضافت إن الإسكندرية التي تضم نحو أربعة ملايين نسمة وتعتبر ثاني أكبر مدينة مصر لم تحسم أمرها بشأن جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وإلى أي مرشح سوف تميل، وكيف سوف تستمر في تشكيل المشهد السياسي بمصر ما بعد الانتخابات، ومن غير الواضح كيف ستوزع الأصوات التي دعمت صباحي في الإسكندرية في الجولة الثانية. وتابعت إن وصول صباحي للمركز الأول في القاهرة، والمرتبة الثالثة وطنيا يؤكد ضرورة وجود فرصة لبناء تحالف بين الشخصيات السياسية التي خارج المنظمتين في البلاد الأكثر قوة، الإخوان، وبقايا النظام القديم. ونقلت الصحيفة عن "اليس غولدبرغ" الأستاذ في سياسة الشرق الأوسط بجامعة واشنطن قوله:" ستكون هناك حاجة لقيام تحالفات بين شخصيات المشهد السياسي، ولكن في هذه المرحلة كل الخيارات متاحة .. وهو ما يجعل بعد عام ونصف على الثورة كل شيء لقمة سائغة". وتابعت: في دليل على عدم حسم الإسكندرية لمصيرها، مازالت شوارع الإسكندرية هذا الأسبوع لا تحتوي على لوحات إعلانية كبيرة لشفيق أو مرسي، ومازالت أحد الشوارع تضم لافتة ضخمة لصباحي معلقة دون مضايقة، كذلك وجود عدد قليل من الذين يحاولون الدعاية لمرسي، حيث وزع بعض الطلاب طلاب منشورات تحثهم على التصويت لصالح مرسي، وليس لأنه مرشحهم المفضل، ولكن لأنه الخيار الوحيد ضد "الفلول". ونقلت الصحيفة عن أحمد جمال فرحات أحد سكان الإسكندرية قوله: "أنا مستقل تماما ومن الذين صوتوا لصالح أبو الفتوح .. ولكن نحن الآن أمام اختيار بين السيئ والأسوأ". وقالت إن الكثير من سكان الإسكندرية صوتوا لصالح جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية، ولكن بحلول موعد الانتخابات الرئاسية كانوا قد أصيبوا بخيبة أمل بسبب ما وصفه بأنه ضعف لجماعة الإخوان في البرلمان في مواجهة الحكومة، وصوتوا لصالح صباحي الذين اعتبروه البديل الوحيد للإسلاميين والنظام السابق، رغم ميول صباحي الاشتراكية، وفي الجولة الثانية الغالبية مترددة لأي من المرشحين سوف تصوت.