بدأت مصر رسميًا، تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع عدد من الدول القريبة والبداية بالسودان، حيث أعلن وزير الكهرباء المصري، جاهزية توصيل الكهرباء للشبكات السودانية في نهاية شهر مارس المقبل، وأنه يتم حالياً التنسيق مع وزارة الكهرباء السودانية، بشأن ما تستوعبه الشبكة السودانية للكهرباء من طاقة، مشيراً إلى أن الحد الأقصى لما يمكن ربطه حالياً يصل إلى 40 ميغاوات. وأضاف المتحدث الإعلامي، باسم مجلس الوزراء المصري المستشار نادر سعد، أن مصر ستحصل على اللحوم وفول الصويا وعباد الشمس من السودان الشقيق مقابل قيمة الربط الكهربائي، وفقا للاسواق العربية. ووفقا لوزارة الكهرباء، يبلغ إجمالي حجم الطاقة التي تم إضافتها للشبكات في مصر خلال 4 سنوات في الفترة من عام 2014 إلى 2018، نحو 25 ألف ميغاوات، ووصل بذلك احتياطي الطاقة الكهربائية بنهاية العام الماضي إلى 20% بعد أن كانت مصر تعاني من نقص إنتاج الطاقة خلال عام 2014. وأكد محمد شاكر، وزير الكهرباء، أن الوزارة بدأت تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وسيتم تشغيل المرحلة الأولى من الربط الكهربائي مع السودان خلال أيام، كما يجري التنسيق لإتمام الربط مع السعودية. وأشار إلى أنه يجري دراسة للربط الكهربائي جنوبا في اتجاه القارة الإفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية في إفريقيا، موضحا أن فوائد الربط الكهربائي الاقتصادية تتضمن توفير التكاليف وقيمة الوقود المستخدم في المحطات والاستفادة من أوقات الذروة وتحقيق عائدات مالية للدول التي تمر بها خطوط الربط الكهربائي. وأوضح أنه سيتم الانتهاء قريبا من الأعمال الفنية الخاصة بالربط الكهربائي مع السودان الشقيق، وأيضا التفاوض مع الجانب السوداني لتوقيع اتفاقية بهذا الشأن على أن تشمل الحصول على قيمة الربط الكهربائي بالسلع والمحاصيل التي يتم استيرادها من هناك. وتواصلت "العربية.نت" مع شركة #سيمنس حيث أكدت استكمالها إقامة بناء وربط امتداد محطة محولات توشكى الفرعية في أقصى جنوب البلاد خلال زمن قياسي لم يتخطَ الثلاثة أشهر وذلك لصالح الشركة المصرية لنقل الكهرباء، ويبلغ الجهد الكهربائي للمحطة الجديدة 66/220 فولت، وتعمل بنظام العزل بالهواء أو AIS، ومن المتوقع أن تنقل المحطة الجديدة كهرباء بقدرة 400 ميغاوات بهدف تأمين نقل إمدادات موثوقة من الطاقة الكهربائية مع الحد من أي فاقد نتيجة عمليات النقل. هذا وتقع محطة توشكى بالقرب من الحدود المصرية السودانية على بُعد 1000 كم تقريباً من القاهرة، ومن المتوقع أن تلعب المحطة دوراً استراتيجياً في مشروع الربط الكهربائي المنتظر بين مصر والسودان والذي يتم عن طريقه ربط شبكة الكهرباء في كلا البلدين معاً انطلاقاً من مدينة توشكى المصرية وصولاً إلى مدينة دنقلة السودانية اعتماداً على خط لنقل الكهرباء يمتد بمسافة 170 كيلومترا تمثل طول خط الربط الكهربائي. ومع تفاوت أوقات الذروة في كلا البلدين، سيساعد مشروع الربط الكهربائي على تعزيز إمكانيات التبادل الكهربائي، والمساعدة على دعم القدرات الكهربائية والتنمية الاقتصادية في كل من مصر والسودان. وأكدت الرئيس التنفيذي للشركة المصرية لنقل الكهرباء صباح مشالي: "يأتي هذا المشروع الجديد في إطار الخطة القومية لتبادل الطاقة والربط الكهربائي بين مصر والدول المجاورة، مع تفعيل التعاون المصري - الإفريقي المشترك في العديد من المجالات والتي تأتي الطاقة في مقدمتها. إن محطة محولات توشكى تمثل المرحلة الأولى من هذا المشروع العملاق الذي سيتيح الطاقة الكهربائية لمزيد من المواطنين، مع خفض تكلفة الكهرباء للقطاع الاستهلاكي وقطاع الأعمال السوداني بما يدعم عمليات التنمية المستدامة في كلا البلدين". ومن جانبه، أوضح نائب الرئيس التنفيذي الأول لحلول نقل الطاقة في سيمنس مصر فرج السعدني، أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان يمثل فرصة فريدة من نوعها لإطلاق الإمكانيات الهائلة لقطاع الطاقة الإفريقي.
