فى خطوة مميزة ورامية، تعكس اهتمام مهرجان برلين السينمائى بالعنصر النسائى فى قطاع الفن السابع، والتى افتتحت فاعليات دورته التاسعة والستين مساء أمس الأول الخميس، والمقرر أن تستمر حتى 17 من الشهر الجارى، بفيلم The Kindness of Strangers للمخرجة الدنماركية لونه شيرفك، الحاصلة على جائزة الدب الفضى عام 2001، والذى يحكى عن لقاء بين أربعة أشخاص فى شتاء نيويورك البارد، بطولة الممثلة الأمريكية زوى كازان. ولم تكتفِ الدورة التاسعة والستون، التى تسطر فيها السطر الأخير فى حقبة الألمانى ديتر كوسليك، الذى سيسلّم بعد 18 عامًا دفّة الإدارة للمؤلف الإيطالى كارلو شاتريان بهذا الحدّ، حيثُ تم اختيار الممثلة الفرنسية جوليت بينوشه، لتترأس لجنة تحكيم المهرجان المسئولة عن اختيار أفضل الأفلام من بين 17 فيلما يتنافسون على «الدب الذهبى والفضى»، كما سيتم منح الجائزة الفخرية للدب الذهبى هذا العام للممثلة الإنجليزية شارلوت رامبلينج. ويأتى هذا الاهتمام الكبير بالنساء، بعد أن ظهر عدد من المدعوات من الفنانات، باللون الأسود فى الدورة السابقة من مهرجان برلين السينمائى أو «برلينالة» كما يحب الألمان تسميته، تنديدًا بالانتهاكات الجنسية التى تتعرض لها النساء داخل معاقل استوديوهات الفن، والقضاء على التمييز بين الجنسيين. وهيمنت النساء على قائمة الأفلام التى تتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان، إذ إن 7 من بين الأفلام ال17 المشاركة فى المسابقة الرسمية تحمل توقيع النساء، ومن بين المخرجات اللواتى يتبارين من أجل الجوائز هذا العام نجد الإسبانية إيزابيلا كيخوت، والبولندية أجنيسكا هولاند، والمخرجتين الألمانيتين أنجيلا شانليك ونورا فنجشايدت إلى جانب الفرنسى فرانسو أوزون، والمخرج الصينى تسانج ييمو، ووانج كوان الحاصل على الدب الذهبى فى نسخة عام 2017 من البرلينالة، والمخرج التركى أمين البر. واستمرارًا لحالة الانفتاح الفنى والثقافى فى السعودية، تحديدًا فى قطاع السينما، الذى شهد طفرة كبيرة حتى بات قادرًا على خوض غمار المنافسة فى المهرجانات العالمية والعربية والمحلية، إذ تشارك السعودية بأربعة أفلام دفعة واحدة فى الدورة الجديدة من مهرجان برلين السينمائى، والذى ستعرض ضمن عروض السوق الأوروبى للأفلام، الذى يُعد واحدًا من أكبر ثلاثة أسواق سينمائية فى العالم، والذى ينظمه المهرجان، وهى فيلم «حياة ملونة» للمخرج عبدالرحمن صندقجى والذى يعرض تجربة أربع سيدات سعوديات فى خلفيات اجتماعية متنوعة، وفيلم «أغنية البجعة» للمخرجة هناء العمير الذى يتناول قصة ممثل مسرحى يؤدى مسرحية أغنية البجعة الشهيرة لأنطوان تشخوف، وفيلم «جابر» للمخرج عبدالرحمن الجندل، الذى يدور حول شاب شغوف بالرياضة، وفيلم «قبول» للمخرجة سارة المنيف. يبدو أن دورة هذا العام ستكون مختلفة كليًا سواء فى الشكل أو المضمون، حيثُ يشارك للمرة الأولى فى تاريخ الحدث عمل من إنتاج شركة «نتفليكس» فى المسابقة الرسمية، وهو «إليزا اند مارسيلا» للمخرجة الإسبانية إيزابيل كوشيت. ويشمل برنامج المهرجان أفلاماً وثائقية حول المصور Peter Lindbergh والممثل Mario Adorf وفرقة الروك الألمانية Die toten Hosen. ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية يُعرض فيلم وثائقى يُعتبر تعليقًا على حقبة الرئيس ترامب.