داخل عقار مكون من 5 طوابق بمساكن المستقبل في مدينة أكتوبر، تقطن أسرة من 4 أفراد، "زوجين وأبنائهما"، كانت الحياة تسير بصورة طبيعية قبل أن تقوم الأم بشراء وجبة "رنجة" لتناولها على الغداء، لكنها لم تكن تعلم بأنها تقدم على مائدة طعامها وجبة مليئة بالسموم، ستُنهى آمال وطموحات الأسرة الصغيرة، وتكتب الفصل الأخير لهما فى حادث مأسوي لم يكتشفه الجيران إلا بعد مرور أسبوع عليه. منذ 7 سنوات استقر "محمود ماهر"- 43 سنة، عامل- به الحال للسكن فى منطقة أكتوبر، ووقع الاختيار على شقة بالطابق الأرضي فى العقار رقم 32 بمساكن المستقبل، وأحضر أفراد أسرته ليقيموا معه لبدء حياة جديدة، كان الأب يخرج لمتابعة عمله ويعود في نهاية يومه يطمئن على عودة أبنائه من مدارسهم الجديدة التى نقلهم إليها، لكن ثمة تغيرًا طرأ على حياة الأسرة الصغيرة. قبل أسبوع تقريبًا خرجت الأم إلى السوق واشترت وجبة رنجة لتعدها لأفراد أسرتها ويتناولوها عند حضورهم للغداء، لكنهم بعد تناولها شعروا جميعاً بحالة إعياء شديدة أجبرتهم على الذهاب إلى المستشفى، وتم عمل الإسعافات اللازمة لهم، وعادوا إلى المنزل مرة أخرى، لكنهم لم يكونوا تماثلوا للشفاء التام، وفقدوا وعيهم فور دخولهم المنزل ليفارقوا الحياة متأثرين بحالة التسمم. "فيه ريحة مش حلوة فى الدور اللى تحت"، حدّث بها أفراد العقار بعضهم البعض قبل أن ينطق أحدهما "هو فين الحاج "محمود" ليخبره الآخر أنهم منذ ما يقرب من أسبوع لم يشاهده أحد هو وأفراد أسرته، ليتجمع بعدها الجيران أمام باب الشقة التى تقع فى الطابق الأرضي ليتأكدوا بأن الرائحة تفوح منها، ويتم إبلاغ النجدة، التى حضرت على الفور، ليتم الكشف عن المأساة. "كل واحد منهم مرمي فى حتة، منظر مش ممكن يتنسي"، قالها أحد الأهالى بعدما حضرت قوات الأمن وفتحت باب الشقة ووجدت أفراد الأسرة بصالة الشقة يرتدون ملابسهم كاملة مفارقين الحياة، وظهرت عليهم آثار التحلل، ليتم نقلهم إلى المشرحة. تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي إدارة غرفة النجدة بلاغًا بانبعاث رائحة كريهة من شقة بمنطقة مساكن المستقبل، وتبين من التحريات أنه منذ أسبوع تناول أفراد الأسرة وجبة في المنزل، وأصيبوا بحالة تسمم، وحضرت سيارتا إسعاف، وتم عمل الإسعافات اللازمة لهم، وبعد أيام، تناولت الأسرة ذاتها وجبة رنجة تسببت في إصابتهم بحالة تسمم جماعي، نُقلوا على إثرها لأقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم. أضافت التحريات أن أفراد الأسرة عادوا إلى منزلهم بعد تلقي الإسعافات اللازمة، إلا أنه عُثر على جثامينهم ملقاة في الصالة، يرتدون ملابسهم كاملة، إذ رجح الفحص الطبي المبدئي تعرضهم لحالة تسمم، خصوصًا مع عدم وجود آثار طعنات، أو إصابات ظاهرية بالجثامين، وتبين أن الضحايا هم محمود ماهر أحمد، 43 سنة، وزوجته هبة رمضان، 35 سنة، ونجلاهما "عبدالله"، 13 سنة، طالب بالصف الأول الإعدادي، وشقيقته "أمنية"، طالبة بالصف الأول الثانوي، تم نقل الجثث الأربع إلى المشرحة، وتحرر المحضر اللازم، وأحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.