ما إن ذاع خبر المسيرة المليونية النسائية ،التي دعا إليها تحالف المنظمات النسائية أمس لتنطلق اليوم الثلاثاء الموافق 8 مارس بمناسبة احتفالية اليوم العالمي للمرأة، إلا وتدفقت التعليقات الرافضة لتلك المظاهرة، حتى إن البعض اتهم حلف سوزان مبارك وأمن الدولة والحزب الوطني بأنه وراء الدعوة لهذه المسيرة التي تحولت بقدرة قادر من مليونية إلى مظاهرة عشرينية، اقتصرت على خمس عشرة ناشطة تجمعن أمام نقابة الصحفيين رافعات لافتات تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة..! وكان تحالف المنظمات النسائية قد دعا لتلك المليونية احتجاجا على ما قالوا: إنه نسيان من المجلس الأعلى للقوات المسلحة لدور المرأة في الثورة، والمحافظة على النظام السياسي "الرجعي" الذي يهيمن فيه الرجال على كل شيء، وتقام المسيرة بهدف تفعيل مشاركة المرأة في صياغة المستقبل الدستورى والقانوني والسياسي لمصر، وصياغة دستور مدني جديد يحترم المواطنة ويكفل المساواة ويلغي كل أشكال التمييز، وأيضًا تغيير منظومة القوانين المختلفة، بما فيها قانون الأحوال الشخصية بحيث تضمن المساواة التامة والحقوق الكاملة. المرأة حصلت على حقوقها ترفض ياسمين الجيوشي ،صحفية وناشطة سياسية، تلك المسيرة النسوية مؤكدة أن المرأة حصلت على حقوقها ولا تعاني من معضلة عاجلة لابد من حلها فورا، وأنه إن كانت لديها مشكلات فلابد أن يشاركها الرجل في تلك المسيرة مثلما وقف الجميع في ميدان التحرير رجالا ونساء رافعين نفس المطالب. تقول ياسمين: شاركت في الثورة منذ أول يوم، وبالرغم من أنني فتاة إلا أنني لا أفكر في حقوقي كامرأة ولكنني أفكر في مطالب الشعب ككل، وكان الأولى أن تتظاهر المرأة من أجل إلغاء الكوتة لأنه شيء مخجل ولا يعبر إلا عن مشاركة سطحية. العدالة الاجتماعية أولى منى سليم ،صحفية ومهتمة بالشأن العام، تقول: البلاد تمر حاليا بمشاكل أكبر بكثير جدا مما تدعو إليه المسيرة المليونية للنساء، وأعتقد أن المجتمع ملىء بالفئات الاجتماعية المظلومة ممن لا يستطيعون التظاهر مثل السيدات المعيلات والأرامل وسكان العشوائيات، وهؤلاء جميعهن لا يهمهمن مطالب المرأة وتظاهراتها التي يشبه خطابها خطابات السيدة سوزان مبارك وعميلاتها المشهورات، ولكن ما يهم هؤلاء السيدات في المقام الأول أن يحصل أبناؤهن على عمل، أو أن يكون هناك بدل بطالة تحصل عليه تلك السيدات المعيلات والمكافحات في الحياة. زوار الوفد يستنكرون وفي تعليقات زوار موقع الوفد على الخبر المنشور أمس بعنوان " الثلاثاء.. مليونية لدعم حقوق المرأة"، ظهرت كثير من الآراء الرافضة للمليونية وكانت لهم أسبابهم المختلفة.. يقول من سمى نفسه "لا حول ولا قوة إلا بالله": يعني احنا كنا خلصنا من الاحتجاجات الفئوية لما تطلع لنا المسيرة النسائية، وبعدين هو المجلس العسكري نسي دورهم إزاي هو مش كفاية إن النساء وصلوا لمنصب القضاه.. وبعدين هو مين من المصريين اللي يقبل أن تتولى الحكم واحدة ست..! ويختم تعليقه قائلا.. "حسبي الله ونعم الوكيل". ويقول آخر ويتفق معه كثيرون في الرأي: كل مكاسب الثورة ستأتي ثمارها ولكن لن يتم تنفيذها في يوم وليلة، وكفاية إجهاد للبلد. رفض نسائي وفي هوجة رفض نسائي لتلك المليونية تقول إحدي الزائرات: " على فكرة أنا كمان ست وبقول عيب قوي الهبل ده، أنا شاركت في الثورة وكان دورنا معروف والكل شهد بذلك. وتقول أخرى علقت بعنوان "ياريت بعد ما الأمور تستقر": لا ينكر أحد إن حقوق المرأة مهدرة، لكن مش وقته.. احنا كده هانبقى عاملين زي اللي عاملين نفسهم بيشتغلوا في الحكومة فطلعوا مظاهرات عشان زيادة المرتب اللي أساسا بيحصلوا عليها دون عمل يؤدونه". أما أميرة فتقول: "على فكرة أنا بنت وبقول لكم عيب وبلاش تفاهة اكيد ده شغل فرخندة.. روحوا اتظاهروا عند سوزان فى شرم الشيخ" ويقول من علق بعنوان "حرام كده": " القوات المسلحة هتعمل إيه ولا إيه؟ بلاش شغل سوزان مبارك القديم ده- احنا عاوزين نركز فى الأهم وبلاش كل شوية مظاهرات واضراب عن العمل، اعطوا فرصة للقوات المسلحة عشان تقدر تاخد بإيدينا للأمام- اتقوا الله فى طلباتكم". مظالم نسائية وفي ردها على اعتراض الكثيرين على تلك المليونية تقول دعاء عبد العال ،الناشطة الحقوقية والتي فضلت أن نعرفها "بالناشطة النسوية": إنها كانت تحلم بهذا اليوم الذي تخرج فيه النساء في مسيرة مليونية حتى يراها المجتمع ويسمع صوتها ويقتنع بمطالبها، وتقول: إن مطالب المرأة لم تكن أبدا مطالب فئوية، فالمرأة نصف المجتمع وخروجها اليوم الثلاثاء في المسيرة المليونية لا يرتبط بوقت فلا يجب أن يقال عنه إنه ليس وقته أو أنه متأخر عن وقته. فالهدف هو التأكيد على الموقع الذي يجب أن تشغله المرأة في المجتمع المصري مستقبلا. وترى أن المرأة تم تهميشها على مدار عقود طويلة، ومن يقل إن الحقوق التي حصلت عليها المرأة كافية غير مصيب بالمرة، فالمرأة تتعرض لمظالم يجب رفعها، كتعرضها لنظرة دونية من المجتمع، وتعرضها للتحرش والعنف المنزلي، وكذلك دورها في المشاركة السياسية.. فالحلول التي كانت مطروحة هي حلول جزئية وغير كافية، كما أن المرأة يجب أن تحتل مكانة مميزة في المجتمع وهذا لن يكون إلا برفع صوتنا وإيصاله إلى المجتمع. وعن المطالب التي تريدها المرأة تحديدا؟ ترد دعاء: أن تكون المرأة موجودة في المجال العام للدولة، وأن تحصل على فرص عمل عادلة، وعلى أجور متساوية مع الرجل، وألا ينظر إليها باستنكار عندما تترشح للانتخابات. وعن الانتقادات الموجهة للمسيرة بخصوص تقصير المجلس الأعلى للقوات المسلحة تجاه المرأة ومتطلبات المسيرة النسوية وما يمكن أن يفعله في الوقت الحالي تقول: المسيرة غير موجهة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بقدر ما هي موجهة للمجتمع الذي يجب أن يعدل نظرته للمرأة.