أدخلوها آمنين

لا يوجد مكان فى العالم فى مأمن من الإرهاب.. هذه هى الحقيقة التى تؤكدها أحداث الإرهاب طوال السنوات الأخيرة.. حتى الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة فى العالم حالياً والتى تمتلك أكبر وأقوى أجهزة شرطية ومخابراتية شهدت خلال الفترة الأخيرة حوادث إرهابية دموية مروعة.
الحال نفسه تكرر فى أغلب دول الاتحاد الأوروبى، وفى روسيا التى تمتلك جهازاً أمنياً جباراً.
وإذا كان الإرهاب قد ضرب بقنبلة غادرة أتوبيساً سياحياً مؤخراً، فإن مصر بشهادات دولية لا تزال الدولة رقم 18 الأكثر أماناً فى العالم بشهادة منظمات دولية.
«مصر تواجه الإرهاب وبالنيابة عن المنطقة وعن العالم بالكامل، فى معركة هى أنبل وأشرف عملية على الإطلاق».. هكذا كان كلام الرئيس السيسى وتأكيداته للمصريين وللعالم بأسره.. فكانت العملية الشاملة سيناء 2018 كأهم حدث شهده العام الذى أوشك على الرحيل.. وسيكتب المؤرخون أنه كان عام حصاد الإرهابيين، والقضاء على الإرهاب، وعودة الروح والحياة لشمال ووسط سيناء، وبالفعل لم ينته عام 2018 إلا وانتظمت الدراسة من جديد، ودبت الحياة الآمنة فى كل ربوع سيناء، وكان حصاد العملية الشاملة.. كبيراً وعظيماً.
فمنذ بدء عملية سيناء الشاملة أول يناير 2018 وحتى 14 فبراير من ذات العام أى خلال أقل من شهر تم القضاء على 53 إرهابياً والقبض على 3 إرهابيين و680 فرداً من المطلوبين فى جرائم متنوعة، وتم تدمير 378 وكراً وعشة للإرهابيين، وتدمير 57 عربة و88 دراجة نارية، وتدمير 170 عربة مدرعة كان يستخدمها الإرهابيون بخلاف 56 مفجراً و13 دائرة كهربائية و150 كيلوجراماً من مادة «C4» شديدة الانفجار وعشرات الكيلو جرامات من مادة الTNT، بالاضافة إلى تدمير 35 مزرعة بانجو وضبط 83 طناً من المواد المتفجرة ومليون و200 ألف قرص مخدر، واكتشاف 3 أنفاق ما بين قطاع غزة وسيناء.
وعلى مدار العام توالت عمليات قوات الأمن المكثفة ضد الإرهابيين، وتمكنت من شل قدرة العناصر الإرهابية على القيام بعمليات جديدة، فحدث تراجع ملحوظ فى العمليات الإرهابية التى تستهدف المدنيين وقوات الجيش والشرطة، مقارنة بالأعوام السابقة على عام 2018، وبالأخص مقارنة بعامى 2014 و2015.
وكان الشق الأول من العملية الشاملة سيناء 2018 يتمثل فى تركيز الجيش المصرى فى الحرب على الإرهاب على الاتجاهات الاستراتيجية الثلاثة؛ الشمال الشرقى والغربى والجنوبى؛ حيث تم استهداف قيادات التنظيم الإرهابى بشمال ووسط سيناء، وتدمير كل البؤر المكتشفة والقبض على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية والإجرامية والمطلوبة جنائياً أو المشتبه فى دعمهم للعناصر التكفيرية.
وكانت تلك الحرب على الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى كما تم تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال واكتشاف وضبط وتدمير أعداد كبيرة من العربات
والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والذخائر والقنابل والعبوات الناسفة.. وفيما يخص الاتجاهين الغربى والجنوبى، فقد تم اكتشاف وتدمير أعداد كبيرة من العربات
المحملة بالأسلحة والذخائر والمواد المخدرة وكذلك ضبط أعداد كبيرة من الأفراد أثناء محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية من وإلى البلاد إلى جانب ملاحقة العناصر العاملة فى التنقيب عن الذهب والتهريب، وزراعة المواد المخدرة التى تستخدم فى تمويل الإرهاب والتطرف.
فى الوقت نفسه، نجحت قوات الأمن فى فرض السيطرة المستمرة على مناطق النشاط الإرهاب، ومحاصرة العناصر الإرهابية، وتدمير البنية التحتية لهم.
وبذلك ووفقاً لما ورد فى 30 بياناً عسكرياً من بدء العملية الشاملة سيناء 2018 وقبل انقضاء العام الحالى 2018، فقد تم القضاء على أكثر من «547» إرهابياً، والقبض على ما يتجاوز الألف عنصر ما بين مشتبه بهم وعناصر إرهابية وتدمير أكثر من «600» وكر ومخبأ تحتوى على أسلحة بجانب أفراد إرهابيين، كما تم تدمير أكثر من «1685» عبوة ناسفة، وأكثر من «1086» عربة و«1270» دراجة نارية و«420» مزرعة للنباتات المخدرة، و«120» طناً من المواد المخدرة و«30» مليون قرص مخدر، فضلاً عن اكتشاف وتدمير أكثر من «20» فتحة نفق على الشريط الحدودى بشمال سيناء وضبط محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية، ونتائج وحصاد ل«11 شهراً» فى الحرب على الإرهاب بشمال سيناء معه وخلاله بدأت مصر تجنى الثمار، بعد ما تأكد للعالم بأسره خلال عام واحد مضى ما شهده من نجاحات يؤكد حقاً أن «مصر» تستطيع أن تقضى تماماً على الإرهاب، وهو ما تجلى أيضاً باشتمال العملية الشاملة سيناء 2018 على خطة للتنمية كأهم عامل من العوامل الأساسية لمواجهة الإرهاب، وبتناغم غير مسبوق بين قوات الأمن وجميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لاستكمال وإتمام أعمال التطوير والتنمية على أرض شمال سيناء، وذلك بتدشين عدد كبير من المشروعات التنموية فى جميع المجالات لخدمة أهالى محافظة سيناء والذى من أجله تم تنفيذ «310» مشروعات بسيناء بتكلفة «195» مليار جنيه، تم الانتهاء من تنفيذ «145» مشروعاً وجارٍ تنفيذ «165» مشروعاً من أبرزها مشروع أنفاق قناة السويس ومزارع سمكية وبحيرة صناعية ومنطقة صناعية فى بورسعيد وتنفيذ مطار البردويل الدولى كأبرز المشروعات القومية.
وفيما يخص مشروعات التنمية فى مجال الطرق، فقد تم تنفيذ «9» طرق بطول «460» كيلومتراً، وجارٍ إنشاء وتطوير
«15» طريقاً بأطوال حوالى 1062 كيلو متراً ليصبح إجمالى ما سيتم تنفيذه بسيناء حوالى «1922» كيلومتراً.. كما تم تكليف الهيئة الهندسية بإنشاء «81000» وحدة سكنية و«400» بيت بدوى، والانتهاء من «1200» وحدة سكنية فى المرحلة الأولى بإسكان المساعيد، و«6972» وحدة بجنوب سيناء و«12266» وحدة فى المرحلة الأولى بمدينة الإسماعيلية الجديدة.
وفى مجال التجمعات التنموية، تم التكليف، أيضاً، بتنفيذ «26» تجمعاً تنموياً بشمال وجنوب سيناء و«18» تجمعاً سكنياً زراعياً و«8» تجمعات لقرى الصيادين بمنطقة بحيرة البردويل، كذلك تنفيذ «15» مستشفى ووحدة صحية ومخزن أدوية، بعد ما تم الانتهاء من إنشاء وتطوير «9» مستشفيات ووحدة صحية ومخزن أدوية، بالإضافة إلى ما يجرى من إنشاء ورفع كفاءة ل«6» مستشفيات؛ منها رفح المركزى، وبغداد، ورمانة، والجعجافة.
وفيما يخص التعليم تم التكليف بتنفيذ وتطوير «53» مدرسة ومعهداً وإدارة تعليمية وجامعة، بعدما تم الانتهاء من تنفيذ «45» مشروعاً منها.
وفيما يخص التنمية الصناعية، فقد تم الانتهاء من إنشاء خطى الإنتاج الثالث والرابع من مصنع أسمنت العريش بطاقة انتاجية «3.7» مليون طن سنوياً إلى جانب إتمام تنفيذ مجمع مصانع الرخام بالجعجافة.. وبالنسبة للزراعة واستصلاح الأراضى تم التكليف بتنفيذ «9» مشروعات فى حين انتهى من مشروع البنية الأساسية من روافع وشبكات رى وطرق واستصلاح وزراعة «13» ألفاً و«680» فداناً ب«بئر العبد»، كذلك تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع سحارة سرابيوم، والانتهاء من «70٪» من الأعمال، أيضاً، بسحارة المحمسة.
وفى مجال الإمداد بالمياه، فقد تم التكليف بتنفيذ «54» مشروعاً تم الانتهاء من تنفيذ «23» مشروعاً منها محطة تحلية البحر بسهل القاع بالطور ومحطة تحلية مياه البحر بطابا ومحطة تحلية مياه البحر برأس ملعب ومحطة تحلية مياه الشيخ زويد، وجارٍ تنفيذ «13» مشروعاً متبقياً على المستهدف إنشاؤه.
كما تم الانتهاء من تنفيذ مشروعات متكاملة للصرف الصحى فى نخل والحسنة والشيخ زويد وبئر العبد، والانتهاء وأيضاً من رفع كفاءة شبكة الكهرباء بمدن الطور وأبورديس ونويبع طابا ورفح ودهب والعريش والشيخ زويد، ولم ينس التنمية ثقافياً ورياضياً وترفيهياً واجتماعياً؛ حيث إن المخطط له تنفيذ «38» مشروعاً تم الانتهاء من «7» مشروعات منها، هى مقر الجهاز الوطنى لتنمية شبه جزيرة سيناء بالعريش ونادى الفيروز بالإسماعيلية الجديدة والمدينة الشبابية الدولية بشرم الشيخ والصالة الرياضية المغطاة بالعريش ومجسد الصحابة بشرم الشيخ وفندق سويس إن بالعريش.
كل ذلك وما زالت العملية الشاملة سيناء 2018 مستمرة فى تحقيق أهدافها بالحرب على الإرهاب تزامناً مع التنمية فى جميع ربوع سيناء؛ حيث لا يزال هناك مشروعات أخرى مخطط تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وتطوير ورفع كفاءة مطار العريش ومطار شرم الشيخ والمليز وإنشاء قرى للصيادين ببئر العبد ومرسى الصيادين برمانة، وإنشاء وتطوير «7» طرق بإجمالى أطوال «436 كم»، وصولاً للمنطقة الاستثمارية الصناعية للرخام والزجاج بمنطقة وسط سيناء.
العملية الشاملة سيناء 2018 تعتبر أهم حصاد لعام 2018 بحسب كلام اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، وكذلك أيضاً المعرض الدولى الأول للصناعات الدفاعية والعسكرية والذى أصبح خلال انعقاده أهم حدث عالمى وضع مصر على الخريطة العالمية للدول المصنعة للسلاح، وليس من الغريب أن تصنف القوات المسلحة والجيش المصرى مؤخراً بالمركز العاشر كأقوى الجيوش على مستوى العالم، طبقاً لتقرير «جلوبال فاير باور» بعد تسلحها الحديث ولجميع القطاعات وبعد حربها على الإرهاب نيابة عن العالم بالكامل وفى الوقت نفسه تقوم بالتنمية والبناء على أرض الفيروز سيناء وفى جميع ربوع مصر.