يحل اليوم ذكرى ميلاد الشحرورة صباح، التي رحلت عن عالمنا بجسدها ولكن مازالت أعمالها خالدة في أذهان الملايين من الشعب العربي، حيث تركت للتاريخ أكثر من ثلاثة آلاف أغنية والعديد من الأعمال السينمائية والمسرحية، كما أنها كانت تتسم دائمًا بالفرح والتفاؤل. وتستعرض "بوابة الوفد" لمتابعيها أبرز المحطات في حياة الشحرورة: اسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي نشأت الفتاة الصغير "جانيت" في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان. بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان. استطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت إلى أسيوط برفقة والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفًا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد عام 1945م، وكان عمرها وقتها حوالي 18 عامًا. ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي. اشتهرت فنياً باسم صباح إحدى أيقونات الفن العربي. فهي واحدة من الأيقونات اللبنانية إلى جانب فيروز و وديع الصافي. امتدت حياتها المهنية من منتصف العقد 1940 حتى عقد 2000 لتترك خلفها إرثًا فنيًّا تلفزيونيًّا، سينمائيًّا ومسرحيًّا كبيرًا خلدها كأسطورة في المجال الفني على مر العصور. اشتهرت بألقاب كثير منها "الشحرورة"، "الصبوحة"، "صوت لبنان". كانت من بين أوائل المغنين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي في أولمبيا في باريس، وقاعة كارنيغي في مدينة نيويورك، وقاعة ألبرت الملكية في لندن ودار أوبرا سيدني. شاركت في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني. تعتبر صباح من أهم رموز الفن العربي وعملاقة من عمالقة لبنان وقد دخلت موسوعة غينيس كأكبر إرث فني في التاريخ. لها 83 فيلمًا بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني. وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين. كما أنها أول من وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها. توفيت فجر يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2014 في مقر إقامتها عن عمر يناهز 87 عامًا. وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث إنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تشيع على أنغامها، وهذا ماتم تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها حيث إن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.