"بلد السلام والزيتون"، فلسطين العربية التي طالما عانت من ويلات الإحتلال وجرائمه المروعة التي أسالت دماء شعبها الأبي، كثيرًا ما نادى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بإستقلالها والاعتراف بها كدولة عربية مستقلة، بعد سلسلة طويلة من إنتهاكات العدوان الصهيوني منذ عام 1948. وجاء انتخاب دولة فلسطين لترأس مجموعة ال"77 والصين"، بمثابة إنصاف وإعتراف رسمي بها، وإضافة حقيقية لنضال الشعب العربي الفلسطيني وسط دول العالم، مما يعطي لها ثقل على المستوى الدولي والإقليمي. وتم إعلان ترأسها للمجموعة لعام 2019 صباح أمس الخميس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس إلى جانب ممثلي 134 دولة، وذلك خلال الاجتماع ال42 لوزراء خارجية المجموعة، والذي ترأسه الرئيس السيسي بصفته رئيس المجموعة لهذا العام، وستتسلم فلسطين رئاسة المجموعة في مطلع يناير المقبل. ومن جانبه، علق الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والمحلل السياسي الفلسطيني، على ترأس فلسطين لمجموعة ال77 والصين، بالأهمية القصوى في الفترة المقبلة لما يعود من فائدة سياسية كبيرة على تطورات الصراع في القضية الفلسطينية. وأوضح شعث، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أنه منذ مطلع يناير 2019 حتى ديسمبر من العام ذاته، سيشهد حضورًا فلسطينيًا وعربيًا لمعالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية والتأثير في مؤسسات الأممالمتحدة، بما قد يؤدي إلى تعديل المنظومة لخدمة شعوب العالم النامية، فضلًا عن محاولة إخراج الشعب الفلسطيني من حالة الفقر، التي نجمت في الأساس بفعل الاحتلال الذي تسبب في أكبر كارثة بالتاريخ البشري الحديث وهي تهجير ثلثي سكان فلسطين. وأضاف شعث، أن المجموعة تستطيع تمرير أية قرارات بالجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية الثلثين بحد أدنى، نظرًا إلى أنها تتشكل من 134 دولة من أعضاء الجمعية وهي تعد غالبية ساحقة، مما يفيد دولة فلسطين للمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة. وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، على أن ترشيح فلسطين لترأس المجموعة جاء بطلب من كتلة آسيا والباسيفك داخل المجموعة، وحظيت بالإجماع بموافقة جميع الأعضاء في دلالة واضحة للرد على الرئيس الأمريكي وإدارته، وعلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي وعنصريتها وسلوكها الإجرامي المتواصل على أرض فلسطين، بأن 80% من سكان العالم وحكوماتهم الأعضاء بالمجموعة يرفضون السلوك الأمريكي والعدوان الصهيوني العنصري. . فيما قال الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب، ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن انتخاب دولة فلسطين لترأس مجموعة ال77 والصين، رسالة في غاية الأهمية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بأنه آن الأوان حتى تحصل فلسطين على استقلالها وعضويتها التامة بالأممالمتحدة. وأضاف جاد، أن تلك الخطوة تؤكد أن هناك توافقًا دوليًا على ضرورة إنهاء المأساة الفلسطينية وتأييد استقلالها والاعتراف بها دولة عربية. معتقدًا أنه حال عقد ونجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل حكومة وطنية سيكون هناك تغيير جذري للأوضاع بفلسطين، نتيجة هذا الدعم القوي للقضية المقدم من المجتمع الدولي، وموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية سيكون له تأثير على الشأن الفلسطيني. وقال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن انتخاب عضو دولة فلسطين، يدل على شرعية القضية الفلسطينية واستمرارها، وتلك الخطوة لها ابعاد دولية واستراتيجية، لأن مجموعة ال77 لها تأثير كبير على المجتمع الدولي، فضلًا عن إيمان الصين بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف عودة، أن تلك الخطوة تعد صفعة قوية لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، وخطط اليمين المتطرف، نظرًا لتصورهم أن القضية الفلسطينية انتهت وتم القضاء عليها بمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتنبأ أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن الصين بكونها قوة اقتصادية كبيرة ستحل محل الولاياتالمتحدةالأمريكية في تبني قضايا العدالة، وسيكون هناك مفاوضات أخرى بشأن القضايا الفلسطينية، مؤكدًا أن الصين ستكون راعية من رعاة السلام.