كتبت:لُجين مجدي شهدت الكنائس القبطية الارثوذكسية العام الجاري العديد من الاحتفالات ولعل من أبرز ما احتفلت به الكنائس المصرية هو مرور مائة عام على مدارس الأحد وقد شارك قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وأقيمت العديد من اللوحات الفنية والمحاضرات و العروض التي تعبر عن اهمية هذه المدارس الخدمية او مدارس التربية الكنسية. تعتبر مدارس الاحد هي حلقات درس تعقد كل أحد في الكنائس المصرية المختلفة وتهدف لترسيخ مبادئ التربوية القبطية في نفوس الأطفال وتخلق جيل محب للسلوك المسيحي,تقسم فصول التربية الكنسية بالمراحل الدراسية للأطفال حتى الفتيان بالمرحلة الثانوية. يطلق كلمة خدام على من يقوموا بتعليم الأطفال داخل مدارس الأحد ويقوم بالتدريس للمخدومين , للإناث يطلق بالقبطية تاسوني أى المسؤله عن المخدومين , و يكون لكل مرحله عمرية مسؤول أكبر ويطلق على أمين الخدمة. يعود تاريخ تأسيس إنشاء التربية الكنسية والمعروفة بمدارس الأحد إلى عام 1918 ,على يد الإرشيدياكون حبيب جرجس, المؤسس للكلية الإكليريكية في عصرها الحاضر وإنشاء الإكليريكية فى نوفمبر 1893 وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بالكلية في الربع الأول من القرن العشرين وتوفى عام 1951. وعبر قداسة البابا تواضروس الثاني خلال احتفال الكنائس القبطية الارثوذكسية عن اهمية دور مدارس الأحد وقال إنه يفكر في إنشاء أسقفية خاصة بمدارس الأحد والطفولة تهتم بالاطفال حتي سن الخامسة عشر ويرأسها أحد أساقفة الكنيسة إيمانا منه بأهميتها. كما تطرق في كلمته الافتتاحية باحتفال الكاتدرائية المرقسية إلى ذكرياته مع مدارس الأحد فى طفولته وشبابه وأنها تساعد على تعليم المحبة للإنسان دون النظر إلى اى اختلاف. كما عبر الأنبا سوريال اسقف ملبورن في احتفال احدى الكنائس بسعادته بمرور 100 عام و نوه إلى أن حبيب جرجس ساهم في حركة التنوير التي شهدتها الكنيسة وساعدت على انطلاق التعليم الارثوذكسي و الاباء الاوائل الذين حافظوا على سلامة التعليم و ان تعاليم جرجس قد وصلت لبلاد العالم اجمع. جدير بالذكر ان تعامل الاقباط مع فكرة تأسيس مدارس الأحد آنذاك واجهة بعض المشكلات فلم تنتشر بسهولة و رفضت بعض الكنائس تطبيقها خوفا من فوضة الاطفال و عدم القدرة على السيطرة ولكن تم انتشار مداس الاحد بعد ذلك فى كنائس القاهره و من ثم الاقاليم و المدن. ولعل من ابرز تلاميذ مدارس الأحد و الذي ساهم بعد ذلك في نهضتها هو البابا شنودة الثالث الذي انضم اليها في بداية الاربعينات من القرن الماضي ووصل الى منصب أمين الخدمة أى المسؤل عن الخدام و المخدومين قبل أن يترهب في دير السريان بوادي النطرون , أيضًا تواضروس الثاني كما ذكر في كلمته كان أمينًا لخدمة الطفولة بإيبراشية البحيرة. لمدارس الأحد أهمية كبيرة فهى يحرص تواضروس الثاني لاستمرارها و دائمًا يعبر عن دورها في تربية اجيال محبة و حاملة لمبادئ المسيح كما انها تربط المسيحين المصرين في أكثر من 70 دولة من بلاد المهجر ببلادهم,فهي تساهم في ترسيخ المحبه للانسان و الوطن .