قبل أسبوع من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية يعقد المرشحان اللذان يتصدران استطلاعات الرأي بفرنسا الرئيس "نيكولا ساركوزي" و"فرانسوا هولاند"، تجمعين انتخابيين هما الأخيران لهما في العاصمة الفرنسية باريس حيث ينتظر وصول عشرات الآلاف من الأنصار من مختلف أنحاء فرنسا. ويخوض الرئيس المنتهية ولايته "نيكولا ساركوزي" والمرشح الاشتراكي "فرانسوا هولاند"، الأوفر حظا للفوز في الانتخابات حسب الاستطلاعات، اليوم مواجهة عن بعد في مهرجانين ضخمين يقامان في الهواء الطلق في باريس قبل أسبوع تماما من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية. ويبدو ان هولاند يستعد للاطاحة ب ساركوزى من قصر الأليزيه. وقد حشد مرشح اليسار الراديكالي "جان لوك-ميلانشون" السبت في مرسيليا 120 الف شخص، حسب حزبه، على احد شواطئ مرسيليا، حيث دعا الى طرح حكم اليمين وخصوصا "نيكولا ساركوزي" ارضا. وقد حذا أبرز المتنافسين في الانتخابات حذو "ميلانشون" خطيب اليسار الاحتجاجي بنقل تجمعاتهما الى الهواء الطلق وترك القاعات التقليدية الكبيرة التي تستخدمها الاحزاب، لكنهما اختارا المواجهة في العاصمة اليوم. فقد دعا نيكولا ساركوزي انصاره الى ساحة "الكونكورد" بباريس، الموقع الرمزي الذي احتفل فيه بفوزه في انتخابات 2007
واوضحت الناطقة باسمه "ناتالي كوسيوسكو ميريزيه" انها تنتظر في تلك "كل الساحة الفرنسيين الذين لا يعبرون عادة عن آرائهم لكنهم سئموا ان يتحدث الآخرون باسمهم. من جانبه، اختار "فرانسوا هولاند" ساحة "شاتو دو فنسان" بضواحي العاصمة لعقد تجمع يريده "مبهجا، وشعبيا وحافلا وبسيطا" حسب طاقمه، حيث اكد" بيار موسكوفيتشي "انه ليس استعراض قوة عدائي ولكنه جيش قادم بقوة هادئة تحمل مرشحها. واستبعد المرشحان اي فكرة لخوض مناظرة وان كان لكل من الرئيس المنتهية ولايته واكبر منافسيه الهدف ذاته، اي حشد اكبر عدد من الانصار لتسجيل نقطة رمزية في الحملة الانتخابية. واعلنت مديرية شرطة باريس مسبقا انها لن تقدم اي تقديرات لعدد المشاركين. وقال "ساركوزي" مساء السبت عقب اجتماع عام في جنوبفرنسا: "غدا سأحشد عددا كبيرا جدا من الفرنسيين. واضاف: "أريد مخاطبة فرنسا الصامتة التي لا تحطم محطات الحافلات ولا تطلب سوى السماح لها بالتمكن من العمل وأولئك الفرنسيون الذين يحبون أسرهم وتراثهم وبلدهم". من جانبه اكد" فرانسوا هولاند" في حديث نشرته صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الاحد انه مستعد لتولي رئاسة فرنسا. وقال: "ان تصور الفوز في الانتخابات من الان سيكون خطا سياسيا وحتى اخلاقيا! لكنني قادر على تحمل المسئولية، انا مستعد لتولي رئاسة فرنسا! واعضاء طاقمي ايضا، ان النصوص الاولى جاهزة، هذا ليس نوعا من الاستباق بل واجب". وتوقعت آخر الاستطلاعات فوز "ساركوزي" و"هولاند" في الجولة الاولى في 22 ابريل، بفارق ضئيل جدا بحوالى 28% من الاصوات مقابل 27% . ويليهما مرشحا التيار الاحتجاجي، وهما زعيمة اقصى اليمين "مارين لوبن" بالتساوي تقريبا مع "جان-لوك ميلانشون" حيث حصل كل منهما على ما بين 13 الى 17% من الاصوات. وتراجع مرشح الوسط فرانسوا بايرو الى 10% رغم انه مازال موضع خطب ود من اليسار واليمين الذي اعتبر الجمعة انه "قد يكون رئيس وزراء جيدا" لنيكولا ساركوزي اذا اعيد انتخابه. غير ان "بايرو" رفض مساء الجمعة محاولات التقرب هذه من الطرفين مشددا على انه يخوض الحملة لمنع ساركوزي وهولاند من الانفراد بالجولة الثانية. وفي كل الاحتمالات تتوقع الاستطلاعات ان يفوز فرانسوا هولاند في الجولة الثانية بفارق كبير (بين 54 الى 56% من الاصوات).