أكد المحلل الإسرائيلي البروفيسور "أفرهام بن تسفي" في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن قرار السيناتور الامريكى السابق "ريك سانتورم"، بالانسحاب من المنافسة على ترشيحات الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسة، ضمن الفوز للمرشح المنافس "ميت رومني" قبل أكثر من أربعة أشهر من ميعاد مؤتمر الحزب الذي سينصبه رسمياً كمرشح له فى الانتخابات. وأشار إلى أن هذا يعني وصول الانتخابات الأمريكية إلى مرحلة الحسم بين الرئيس الامريكى "باراك أوباما" و"رومني". وأكد المحلل الاسرائيلى أن "أوباما" شخصية لا تستطيع مواجهة كافة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية التي تواجهها الولاياتالمتحدة. وأضاف "بن تسفي" أن السؤال المطروح الآن هو: هل سينجح "رومني" في حشد تأييد كل فئات الحزب الجمهوري لترشحه للرئاسة والحيلولة دون الانقسام داخل الحزب؟ وتابع "بن تسفي": من واقع تجارب الماضي، هذه المهمة صعبة جداً، فقد سقط كل من "باري جولدواتر" الجمهوري في عام 1964 و"هيوبرت همفري" الديمقراطي في عام 1968 و"جيمي كارتر" الديمقراطي في 1980، سقطوا جميعاً ضحية الانقسام داخل صفوف حزبهم، حيث حرمتهم العناصر والقوى الرئيسية داخل الحزب المنقسم من صوتها في يوم الحسم. وأضاف "بن تسفي" أن التاريخ يؤكد أن "رومني" سيشق طريقه بصعوبة، مؤكداً أنه رغم نجاحه النسبي بين المعسكر المحافظ، إلا أن جزء من القاعدة الدينية لمؤيدي الحزب في أنحاء الدولة يواصل النظر إليه بريبة، لاسيما في ضوء المواقف المعتدلة له في العديد من القضايا االاجتماعية والاخلاقية والاقتصادية خلال فترة ولايته كمحافظ لولاية ماسسيوستش. وتابع المحلل الإسرائيلي أنه من الناحية الثانية، وخلافاً لما حدث في حالات سابقة من الخصومات الحزبية الشديدة، انتهت الانتخابات التمهيدية للولايات نظريا قبل سبعة أشهر من يوم الحسم في صناديق الاقتراع، أي أن المرشح الرئاسي الجمهوري لديه الكثير من الوقت لمحاولة تضييق الهوة وتوحيد الصف داخل حزبه، مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية ستلعب في صالحه نظراً لأن "رومني" هو رجل نقابات ومدير ناجح لا يعمل وفقاً للروح الرأسمالية عديمة الرحمة، وكل هذا سيساعده في صناديق الاقتراع. وأضاف الكاتب أنه في ضوء تلك الصورة المعقدة ومتعددة الأوجه، من المتوقع أن تكون الاستراتيجية الانتخابية لرومني هي بذل جهود متواصلة لحشد المتطرفين والمعتدلين داخل حزبه حول الاعتراف بأن الأمة الأمريكية لا يمكنها السماح لنفسها بولاية أخرى لأوباما. وأشار الكاتب إلى أن العلامات الأولى لتلك الاستراتيجية تجلت في الهجوم الشديد على "أوباما" وإظهاره كشخصية ضعيفة ومترددة قد تؤدي إلى تراجع الدولة العظمى الأولى في العالم، مؤكداً أن "أوباما" شخصية لا تستطيع مواجهة كافة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية العاجلة الماثلة أمام الولاياتالمتحدة.