شهد مطلع الاسبوع الجاري لقاءاً مهماً بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورونالد لاودر رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة . وأكتسب هذا اللقاء اهمية كبيرة ، حيث يأتي في إطار حرص مصر على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة والاستمرار فى التواصل مع مختلف أطياف المجتمع الأمريكي، وذلك بهدف توضيح الصورة بشأن حقيقة التحديات التى تواجه المنطقة، وبما يعزز من المواقف المشتركة للجانبين وجهودهما لإعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط. الرئيس السيسي من جانبه حرص، خلال القاء ، علي إستعراض الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، وفق مبادىء احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وقد فرضت القضية الفلسطينية نفسها ، علي طاولة المباحثات بين السيسي و"لاودر" ، حيث أكد الرئيس مجددا مساندة مصر لمختلف الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، بما يساهم فى توفير واقع جديد فى المنطقة يساعد فى عودة الأمن والاستقرار لمختلف دولها. كما حرص السيسي ايضاً علي توجيه رسالة واضحة ومحددة للأطراف المعنية مفادها أن تحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الشرعية إلى تولي مسئولياتها في قطاع غزة، يساعد فى دفع مساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. وقد تزامن لقاء السيسي مع لاودر ، مع انعقاد فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب ، حيث جدد الرئيس موقف مصر الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، القائم على قرارات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدسالشرقية . ولان القضية الفلسطينة لم تكن يوماً محل مزايدة بالنسبة لمصر ، وكانت دائما في مقدمة اولويات السياسة الخارجية المصرية ، فقد شدد السيسي، في جلسة "اسأل الرئيس" علي إن مصر تسعى دائما للعب دور إيجابي ورئيسي لحل القضية الفلسطينية، وكذا تحقيق المصالحة الفلسطينية، حتى تكون هناك قيادة واضحة للتفاوضمع الجانب الاسرائيلي، وذلك بالتوازي مع دور مصر المتواصل في العمل على تخفيف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني". ومن جانبه ، حرصرئيس الكونجرس اليهودي العالميللإشادة بقوة العلاقات التي تجمع بين مصر والولاياتالمتحدة، واعرب عن تقديره للجهود المصرية ودورها الهام في مواجهة خطر الإرهاب الذي بات يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم، وذلك بالتوازى مع جهودها لدفع عملية التنمية وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة. كما حرص لاودر عليأظهار اعجابه بالإنجازات التى حققتها مصر خلال فترة قصيرة، مؤكداً أن ما تشهده مصر حالياً من تطورات اقتصادية يساهم بشكل كبير فى جذب الاستثمارات الخارجية وعودة الاقتصاد المصري للمكانة التى يستحقها عالمياً.