كتب - أحمد المنزلاوي: تشهد سماء المنطقة العربية مساء اليوم الجمعة، خسوفًا كليًّا للقمر تظهر كافة مراحله بسهولة للعين المجردة، وهو أوّل خسوف كلي منذ 15 يونيو 2011 محليًا والأطول خلال القرن الحالي الحادي والعشرين حيث يستمر في شكله الكلي لمدة ساعة و43 دقيقة . وفي الشريعة الإسلامية، شرعت صلاةً خاصة عند الكسوف والخسوف، نتعرف عليها في هذه السطور. حكم الصلاة: صلاة الخسوف سنة مؤكدة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعَنِ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَة يَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ"[رواه البخاري 2/39]. كيفية صلاتها: ينادَى لصلاة الخسوف بقول المنادي: ( الصلاة جامعة)، ولا يؤذَّن لها؛ لأن الأذان للصلوات المفروضة، وتصلى ركعتين جماعة (وهذا أفضل) أو فرادى، وفي كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، بمعنى يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يركع، فإذا رفع من ركوعه، قرأ مرة أخرى الفاتحة وما تيسر من القرآن ثم يركع ويرفع ويسجد السجدتان، ويكرر ذلك في الركعة الثانية. ويُسَن أن يُطيل المصلي من قراءته وركوعه. ثم يخطب الإمام بعدها، ويذكِّر المصلين والناس فيها بعظمة الله وقدرته، ويحثهم على الاستغفار والرجوع إليه، والتوبة من الذنوب والمعاصي وفعل الخير، ويحذرهم من الغفلة عنه سبحانه وتعالى. والدليل على ذلك ما روي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُرِيهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ" [صحيح البخاري2/38]. وقت أدائها: تصلى صلاة الخسوف أو الكسوف وقت حدوث الظاهرة إلى انتهائها؛ لأنها مرتبطة بسبب، فإذا فات السبب انتهى وقتها.