إن الواقع المؤسف الذي كنا نعيشه وتحياه البلاد من فساد وسوء ادارة وغياب للعدالة بين ابناء الوطن الواحد.. يستدعي منا التخلي عن مقعد المشاهد الذي لا يعبأ بصالح أهله ووطنه والنزول الي ميدان التحرير مع أبنائنا سعياً نحو بناء مجتمع جديد أركانه العدالة والمساواة وحسن الادارة، إن النفوس الممتلئة بالغيظ المكتوم الذي غذته عبر سنين عدم اكتراث الدولة بأحوال الناس وسعي الكثيرون ممن تقلدوا المناسب وجلسوا فوق كراسي السلطة الي تحقيق مصالح شخصية عائلية غير عابئين بمعاناة المصريين الذين هم في الأصل أصحاب الحق في خيرات هذا الوطن. سوف نبني مع هؤلاء الأبطال الشباب - شباب مصر - حياة كريمة للمواطن في وطن ظل دائما كريماً.. بعيداً عن المهانة التي تخشي أن تلقاها دائما علي يد مسئول ذي نفوذ، سوف تعود للمواطن كرامته التي أضاعها قانون الطوارئ وحبستها محاباة كبار المسئولين لرجالهم علي حساب حق المواطن البسيط، إن النظرة التي كانت للعديد من المسئولين والذين كانوا ينظرون الي الوطن علي أنه تركة قد ورثوها عن آبائهم يجب أن تتغير وتعود حقوق الوطن للمواطن البسيط قبل الغني، الضعيف قبل القوي، نقولها بصراحة، سوف تلعننا الأجيال القادمة اذا فرطنا في هذه الثورة الشبابية الطاهرة وفرطنا في حق امتنا في أن تحيا حياة كريمة. سوف يتساءل ابناؤنا لماذا صمت الآباء علي الباطل، وأبوا أن ينصروا الحق، لماذا طأطأ الآباء رؤوسهم وقد اتيح لهم رفع الرؤوس، سوف يشهد علينا التاريخ إن كنا قد اخترنا الحرية علي الخضوع والعزة علي المهانة، ام سوف نورث ابناءنا ذلاً فوق ذل وظلما فوق ظلم، تحية لأرواح شهداء ثورة الشباب.. شهداء الكرامة وعدم الخضوع والاهانة.. ونحذر النظام في مصر.. نحذر كل الحكام العرب، الواهمين المتخابثين، ونقول لهم: انتم ما بين مطرقة اعدامكم علي يد اليهود والأمريكان كما - صدام -، وسندان اخراجكم بلا رجعة من البلاد علي يد شعوبكم، والفرصة متاحة امامكم لتغيير اوضاعكم وأوضاع شعوبكم ولا تحتموا بالأمريكان واليهود، فهم "وهم"، يعيش فيكم وتعيشون فيه.