كتب محمد عيد: يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لازال لديها الإصرار على تجاهل ما تحققه مصر من خطوات مهمة من أجل إعلاء قيم ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في إطار دولة القانون، وإنجازات اقتصادية واجتماعية على مسار التنمية الشاملة وبرنامج الإصلاح الاقتصادي، فضلاً عن تمكين المرأة والشباب في تطور تاريخي غير مسبوق على الساحة المصرية. فبعد الادعاءات الأمريكية بشأن اضطهاد الأقباط في مصر، ومن قبلها الاختفاء القسري، وغيرها من الأكاذيب الأخرى، أصدر السيناتور جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، بياناً جديداً ادعى فيه انتشار القمع ضد المعارضين السياسيين في مصر، وتراجع قيم حقوق الإنسان والنشاط السياسي، بشكل يشكك في الحرية والعدالة الاجتماعية وما تشهده مصر من تقدم في مجالات مختلفة وسط تحديات صعبة. وأكد خبراء ان تلك الادعاءات تعكس الإغفال المتعمد من الإدارة الأمريكية لما يخوضه أبناؤه من مواجهة شرسة ضد إرهاب خسيس، راح ضحيته أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء وأبناء الجيش والشرطة، وراح يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر، ويهدر مكتسبات ثورتيها وتهدد نسيجها الوطني. وأدان النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، تصريحات جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث وصفها بالتدخل السافر والمستمر من قبل «ماكين» على خلفية قضية التمويل الأجنبى التى أغلق على أثرها مقر المعهد الجمهورى بالقاهرة الذى يترأسه السيناتور الأمريكي، وهو ما يؤكد بأن استهداف «ماكين» شخصي وليس كما يدعى من منطلق حقوق الإنسان. وأضاف «الخولى» في تصريحاته ل«الوفد» «ماكين» قد اعتاد فى الفترة الماضية استهداف مصر فى الكونجرس كنوع من الابتزاز السياسى للضغط على السلطة التنفيذية فى مصر لغلق ملف قضية التمويل الأجنبى، وهو ما يعد جهلاً واضحاً منه لأن القضية محل نظر أمام القضاء وليس من حق أى من السلطات الأخرى التدخل فيها. وتابع عضو مجلس النواب أن «ماكين» تحركه أحقاد شخصية وتفوح من تصرفاته ازدواجية المعايير، فأين كان عندما حاصر الإخوان المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي، وأين كان عندما أحرق الإخوان أكثر من 80 كنيسة عقب فض اعتصام «رابعة». وأكد «الخولى» أن المعاملة يجب أن تكون بالمثل وأنه بصدد الإعداد لطلب عقد جلسة استماع فى البرلمان حول أوضاع حقوق الإنسان فى الولاياتالأمريكية، وما صدر من تقارير دولية تدين أوضاع حقوق الإنسان فى أمريكا من قتل ممنهج لأصحاب البشرة السوداء وغيرها من انتهاكات حقوق الانسان. وقال سامح حبيب، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن بيان «ماكين» يُعد تجاوزاً وتدخلاً فى شئون مصر الداخلية مرفوضًا شكلاً وموضوعاً ، متسائلاً عمن أعطى الحق لسيناتور أمريكى يترأس المعهد الجمهوري الممول من الخزانة الأمريكية فى إبداء الرأي حول سياسات مصر. وأضاف «حبيب» في حديثه ل«الوفد»: إن مصر دولة مستقلة ذات سيادة، وليست إحدى جمهوريات الموز الأمريكية وأن زمن التوجيه والتدخل الأمريكى ولى وانتهى ولن يعود. وتابع عضو مجلس النواب، قائلاً: «نختلف مع ماكين ونرفض بيانه بمناسبة 25 يناير ونعتبره أحد الضالعين فى المؤامرة على بلادنا، ونرى أن المعهد الجمهوري الذى يترأسه (ماكين) هو أحد أدوات مخطط الفوضى الذى استهدف إفشال الدولة المصرية والذي أوقفه الشعب المصري وجيشه الباسل فى 30 يونية و3 يوليو 2013». وقال محمد عبدالعزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن «ماكين» ليس وحده من يتبنى سياسة ضد الدولة، لكن الإدارة الأمريكية كلها، معارضة لمصر بعد 30 يونية، قائلاً: «نحن لا نعلم أي ديمقراطية يريدها السيناتور الأمريكي وحكومته، الذين لم يلحظوا أبداً أن ما يحكم مصر الآن دستور وقانون يرتاح إليه الشعب، بعيداً عن الحكم المتطرف الذي جاء في عهد الإخوان والجماعات الإرهابية». واستنكر «عبدالعزيز» في تصريحاته ل«الوفد» تجاهل مجلس الشيوخ الأمريكي، لما تواجهه مصر من إرهاب أسود يستهدف حق المصريين في الحياة ويحرم أسر وأطفال وزوجات وأمهات من الحياة، مشيراً إلى أن التفجيرات راحت تستهدف المسلم والمسيحي دون تفرقة بين دم أو جنس أو دين، بعكس ما قدمه الكونجرس الأمريكي من ادعاءات حول اضطهاد الأقباط في مصر. وعن ادعاءات «ماكين» بتراجع حقوق الإنسان والنشاط السياسي في مصر أكد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن السيناتور الأمريكي يملك المعهد الجمهوري، وهو بالقطع يريد أن يعمل هذا المعهد في مصر دون أن يخضع للقانون الذي صدر تحت مسمى الجمعيات الأهلية ليخرج عن القانون والضوابط المفروضة، قائلاً: «في مصر نرفض رفضاً قاطعاً ومطلقاً التدخل في شئون مصر الداخلية، مشيراً إلى أن مصر لديها دستورها وقانونها الخاص وعلى من يعمل داخل الحدود المصرية أن يخضع لتلك القوانين». من جانبه، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في الشئون الخارجية، إن التصريحات الأمريكية المتكررة ضد مصر، غرضها خدمة اللوبي الصهيوني في إسرائيل، مؤكداً ان حديث جون ماكين عن الثورة لا علاقة له بالواقع، فالشعب المصري دوماً نسيج ويد واحدة مع أجهزته الأمنية ضد الخارجين عن القانون. وأوضح «اللاوندي» في تصريحاته ل«الوفد»: أن كلمات عضو مجلس الشيوخ الأمريكي لا معني لها إطلاقاً في أمور لا تبدو من اختصاصه ومتعلقة بالشأن المصري، متسائلاً: «ما علاقة جون ماكين بالثورة؟!»، لافتاً إلى أن الثورة هي ملك للشعب المصري وحده، مشيراً إلى أن الرئيس «السيسي» أكد في أكثر من لقاء احترامه لشهداء الثورة من أطياف الشعب، فضلاً على انه لن يسمح لأحد بالتدخل في الشأن المصري. ولفت الخبير في الشئون الخارجية إلى أن خروج المصريين في ال30 من يونية كان غرضه الأول هو الدفاع عن قيم ومبادئ ثورة يناير، مضيفاً: «ما أورده السيناتور (ماكين) محاولة للمصادرة على احتفالات المصريين بالثورة من خلال ادعاءات واهية سبق دحضها بالحجة والبراهين»، مستنكراً خلو بيانه من الإشارة إلى حجم وطبيعة التحديات التي تواجهها مصر الآن.