نحن علي مشارف دخول أشهر الصيف الحارة وارتفاع معدلات الاستهلاك، وتعودنا في السنوات السابقة علي لجوء قطاع الكهرباء لتخفيف الأحمال وقطع التيار عن كثير من المناطق بالتوالي حتي تتحمل الشبكة القومية لكهرباء مصر الاستهلاكات التي تعدت قدرات الإنتاج بمراحل، ورغم الخطط التي يتبناها قطاع الكهرباء لإضافة قدرات جديدة واصلاح وصيانة الشبكات، إلا أن المواطن لا يمكنه أن يعيش ولو ربع الساعة بدون كهرباء، فهل استعد قطاع الكهرباء لاستهلاكات الصيف القادم وهل تم تجهيز جميع وحدات الإنتاج للعمل بكفاءة خلال فترات ارتفاع الحرارة؟ لقد أعلنت وزارة الكهرباء انها استعدت لها بكل الإمكانات فهل سترتفع درجة رضاء المواطن عن الخدمة المدفوعة التي تقدمها الدولة له، أم أننا سنجد تذمراً من كثرة الانقطاعات كما حدث في الأعوام السابقة وهل ستلجأ شركات الكهرباء إلي الطريقة العجيبة في تخفيف الأحمال عن المناطق المغضوب عليها، أم انها ستمر وطبقا لما اعلنه الوزير امام لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب بلا معاناة؟ أكدت مصادر بشركات الكهرباء أن هناك عوامل عديدة تعرقل عمل الشبكة القومية لكهرباء مصر منها دخول نحو 20٪ من وحدات الإنتاج في مراحل الصيانة وتعذر انتهاء الأعمال بها قبل دخول الصيف، منها وحدات في محطة شبرا الخيمة والنوبارية واسيوط والعين السخنة وبعض الوحدات التي من المقرر الانتهاء من إصلاحها مع دخول الصيف علاوة علي الالتزام الذي تعهدت به مصر تجاه غزة، وأكدت مصادر بشركات انتاج الكهرباء أن الموقف هذا العام قد ينذر بأزمة في القطاع والمواطنون لن يرحموا أي مسئول في قطاع الكهرباء إذا ما تكررت الشكاوي من الانقطاعات مثل عادة تخفيف الأحمال التي اتبعتها الشركات في الأعوام الماضية. الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء استعرض أمس الأول الوضع الحالي والتخطيط المستقبلي للكهرباء في مصر أمام لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب، وأكد أن قطاع الكهرباء والطاقة، نجح في وصول التيار الكهربائي إلي أكثر من 99٪ من سكان مصر، حيث وصل عدد المشتركين 27.2 مليون مليون مشترك منها 1.1 مليون مشترك عام 2011، وقال إنه حتي عام 2011 تم احلال وتجديد حوالي 77٪ من إجمالي شبكات الجهد المنخفض بالجمهورية بالاسلاك المعزولة حرصاً من القطاع علي حماية أرواح المواطنين والحفاظ علي ممتلكاتهم في الريف المصري وأضاف يونس أنه تم توصيل الكهرباء ل1.1 مليون أسرة بالمناطق العشوائية والمباني المخالفة وخلال عامي 2011 و2012 تمت اضافة قدرات توليد تبلغ حوالي 5000 ميجاوات لمجابهة الأحمال المتزايدة خلال فترة الصيف تبلغ اجمالي استثماراتها حوالي 27 مليار جنيه. وأوضح الدكتور يونس أنه تمت إنارة وتدعيم وإحلال وتجديد 620 قرية وتجمعاً سكنياً صغيراً بشمال سيناء فضلاً عن وصول الكهرباء إلي قري وسط سيناء بمركز نخل، والمنطقة الصناعية بها، بالإضافة إلي إمداد الكهرباء اللازمة لاستصلاح 400 ألف فدان وتبلغ قدرات التوليد من الطاقة المائية حوالي 2842 ميجاوات بينما قدرات التوليد من مزارع الرياح تبلغ 550 ميجاوات. وأوضح يونس أنه لمجابهة التطور في الأحمال الكهربائية وضع قطاع الكهرباء خططاً ديناميكية وقابلة للتطوير وحتي عام 2027 لإضافة قدرات توليد كهرباء جديدة لتصل إلي حوالي 56 ألف ميجاوات. هذا ما أكده الوزير أمام اللجنة، وإذا كان ما استعرضه الوزير هو الحقيقة بعينها علي أرض الواقع فالأمل مازال باقياً لأن نعيش أيام وليالي الصيف القادم سعداء ننعم بهذه الخدمة، أما إذا تكرر ما حدث في السنوات الماضية فالمواطن البسيط لن يرحم لا القطاع ولا الوزير ولا رؤساء الشركات.