كتبت- سناء حشيش: أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن قانون الحضانة يحتاج إلى آليات لتنفيذه، فهناك بعض المطلقات يتعاملن مع الزوج من باب تصفية الحسابات، وتستخدم حق الرؤية كورقة لتنفذ ما تريده، وكثير من المشاكل في مصر ليس سببها الزوج أو الزوجة بل عائلة الطرفين، فقانون الحضانة موجود وهناك آلية لتنفيذه لكنها محاطة بثغرات تفرغ القانون من مضمونه. وأوضح فضيلته فى حديثه أمس على إحدى القنوات الفضائية أن أحكام الأسرة كالطلاق والحضانة والرؤية يجب أن تكون منضبطة بحدود الله -عز وجل- وليس بالأهواء والمصالح المتوهمة، سواء بالنسبة للزوج المطلق أو الزوجة المطلقة، يجب على كليهما الالتزام بحدود الله، فشريعتنا حريصة جدًّا على إقامة العدل وإقرار احترام الآخر، كما لا يجوز أن ينقلب الحب والمودة إلى كره وإهانة بعد الطلاق، صحيح أنه لا يوجد حب بعد الطلاق، ولكن هناك احترام، وفرق بين الحب والاحترام. ولفت الإمام الأكبر إلى أن قضايا الطفل لابد فيها من التراضي والتشاور من الطرفين، مشيرًا إلى أنه في ظل التوجيه الإلهي لا يجوز أن يطلب أحد قانونًا يلبي رغبته ويتجاهل رغبات الآخرين، بل لابد من التراضي والتشاور. وأشار إلى أن آيات الله -عز وجل- في أحكام الطلاق واضحة، وهي ليست للوعظ والإرشاد فقط، بل هي أحكام تشريعية يترتب عليها عذاب في جهنم أو ثواب في الجنة، ولذلك انتهت آيات الطلاق دائمًا بالتحذير من مخالفة حدود الله، ولفت إلى أنه لا ينتصف للمرأة على حساب الرجل ولا للرجل على حساب المرأة بل أبلغ ما أمرني به الله عز وجل. وأضاف أن الرؤية في الإسلام حق شرعي وقانوني للأب، لا يجوز منعه منها، والأم التي تخالف القانون، والقانون ينظم هذه الرؤية، أما إذا أراد الأب أن يأخذ ابنه أو ابنته لمدة معينة، أسبوع أو شهر مثلًا، فيجب أن يكون بالتراضي، حتى تضمن الأم أنه سيعيده بعد الفترة المتفق عليها، وعبّر الإمام الأكبر عن أسفه لوقائع مسجلة لأب يأخذ ابنه من أمه ويخفيه ولا تراه بعد ذلك، فلذلك تكون الأم متخوفة من انتزاع ابنها منها، مشيرًا إلى أن البديل هو في اتباع قول الشارع "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ» فقبل العدة ليس أمامك إلا أمران، إمساك بمعروف أو تسريح بمعروف، ولم يقل هنا تسريح وسكت، فهناك فرق بين التسريح والتسريح بالمعروف، فهناك أخلاق معينة فرضها الإسلام في حالة التسريح، يجب أن تكون كريمًا مع أم أولادك وهي عليها أن تكون كريمة معك، وهذا ما يريده الإسلام.