استقبل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في مكتبه، صباح اليوم الأحد، فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان بفيينا، والدكتور محمد أبو النمر، كبير مستشاري المركز، لبحث أوجه تعزيز التعاون والتواصل من أجل تعزيز ثقافة التعايش والسلام في المجتمعات. أكد المفتي، خلال اللقاء، أن الإسلام لم يهدف أبدًا إلى صراع الحضارات، أو العيش في عزلة وانغلاق عن الآخرين، مؤكدًا أن منطلقات التشريع الإسلامي تسعى إلى التواصل والتعارف، فيقول تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا). وأضاف علام، أن التعايش والسلام بين البشر جميعًا أمر ضروري، وأنه على الجميع أن يتعاون من أجل تحقيق الغاية الأسمى التي خلقنا الله من أجلها، وهي عمارة الأرض، وذلك لن يكون إلا بالحوار والتعاون ونبذ التطرف والإرهاب الذي يهدد العالم أجمع. كما استعرض المفتي مجهودات دار الإفتاء في مواجهة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن مرصد الفتاوى التكفيرية الذي أنشأته الدار أصدر حتى الآن ما يزيد على 170 تقريرًا يفند التفسيرات المنحرفة للتنظيمات المتطرفة، ويرد عليها بمنهجية علمية تبين فساد منهجهم. وأهدى مفتي الجمهورية نسخة من المجلد الذي يضم أعداد مجلة Insight التي أصدرتها الدار باللغة الإنجليزية للرد على مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم "داعش" الإرهابي في إطار المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة. من جانبه أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار، أن العالم كله يتأثر بمصر، وأن ما يحدث من نمو وتطور واستقرار في مصر ينعكس بشكل كبير على بقية الدول. وأضاف، أن المركز العالمي للحوار يسعى لمناهضة العنف باسم الدين، ولأجل ذلك أسس برامج ومنصات عدة من أجل تعزيز ثقافة الحوار والسلام بين أتباع الأديان، ومناهضة العنف باسم الدين، واستهدفوا بذلك المنطقة العربية وأفريقيا وميانمار وغيرها من الدول، فضلًا عن إطلاق أول شبكة للمؤسسات التعليمية الدينية في المنطقة العربية لتعزيز قيم الحوار والعيش المشترك بين أتباع الأديان في منظومة التعليم الديني الجامعي. وسلم عبدالعزيز، لمفتى الجمهورية دعوة رسمية لحضور المؤتمر الذي ينظمه المركز العالمي للحوار قريبًا، وذلك من أجل تكوين روابط مشتركة وتشبيك المؤسسات الدينية التي تعمل في مجال الحوار بعضها مع البعض لنشر ثقافة الحوار والسلام في المجتمعات.