عقب التقرير المتشائم للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي أفاد بأن إيران تعمل على زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب خلال الأشهر الستة الماضية، وأن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، أكدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن هذا التقرير أثر على زيادة سعر النفط، وسيؤدي إلى تأجيجها خلال الفترة القادمة. ووسط مخاوف متزايدة من أن البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى هجوم عسكري من جانب إسرائيل في وقت لاحق من هذا العام، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا مفصلا عن البرنامج النووي لطهران والتي أكدت خلاله أن إيران تقوم بتسريع إنتاج اليورانيوم لصنع أسلحة نووية. وارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، مسجلا أعلى مستوى له في تسعة أشهر بارتفاع 125 دولارا للبرميل، وارتفعت أسعار النفط 15% في الشهر الماضي على خلفية التوترات المتزايدة مع ايران وتعطل الإمدادات في المنتجين، وتوترات أخرى في السودان وسوريا واليمن. وقال "إيد مورس"، رئيس قسم أبحاث السلع في بنك سيتي جروب، إن تقرير الوكالة الدولية ساهم في توقع حدوث اضطراب العرض الذي أدى إلى المزايدة على أسعار النفط. وأضافت الصحيفة أنه في حين أن أسعار النفط الخام لا تزال أقل من تلك التي سجلتها في 2008 من حيث القيمة الدولارية، حين تقاس باليورو والجنيه الاسترليني، إلا أن أسعار النفط شهدت مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع، مما أثار مخاوف من حدوث صدمة النفط في الاقتصادات الأوروبية الهشة. وحذر صندوق النقد الدولي من الخطر الذي يهدد الاقتصاد العالمي، حيث أشار "تيم جيثنر"، وزير المالية الأمريكي، إلى إمكانية الاعتماد على احتياطيات النفط الاستراتيجية في الفترة المقبلة، وقال "ديفيد ليبتون"، النائب الأول لمدير صندوق النقد الدولي، إن الخطر الجديد الذي يلوح في الأفق، يتمثل في ارتفاع أسعار النفط. وأكدت الصحيفة أن السبب وراء زيادة إنتاج السعودية للنفط إلى أعلى نسبة في 30 عاما، يرجع إلى سعي مستهلكي النفط للحد من اعتمادهم على إيران، وقال مصدر في الصناعة مطلع على السياسة السعودية أن المملكة العربية عملت على زيادة انتاجها استجابة للطلب المتزايد على انتاجها من الخام من المستهلكين الأوروبيين وعدد قليل في آسيا.