يد حانية لاتملك سوى أن تفيض رحمة وعطف على أطفال ابنائها، والأعز إلى قلبها، الجدة الصعيدية الأصيلة، اختارها أحمد محمد لتكون بطلًا لأخر جلسات تصويره بعدسة المصور الفوتوغرافى عبدالله محمد. بملامح هادئة ميزها الزمن بتجاعيد وملامح عكست حكمة وصبر يفوق ال80 عامًا، وجلباب أسود تقليدى مغزول بأصالة وشهامة أبناء المنيا، ظهرت الحاجة فاطمة مع حفيدها الأوسط أحمد محمد فى جلسة تصوير مبهجة أثارت ضجة واسعة ومنحت الرومانسية معانٍ مختلفة. ترجع تفاصيل جلسة تصوير الحاجة "فاطمة" إلى قبل 3 أسابيع، حيث ورد عبدالله اتصالًا من أحمد صديقه القديم يطلب منه الاتفاق على جلسة تصوير بفكرة مبتكرة، "خارج الصندوق"، ولم يمر يومين حتى استقر الشابين على اصطحاب جدة أحمد فى جلسة تصوير مميزة. لحظات من المرح والسعادة عاشتها الجدة التى لازمت "دارها" لسنوات طويلة، ولم تكن تخرج منها إلا للضرورة القصوى، وبعد لعب 3 أدوار "الكوتشينة" و"نفخ البالونات" والتجول على ضفة النيل كالعشاق استعادت الجدة عفوية الطفولة و عنفوان الصبا برفقة حفيدها. جاءت اللقطات التى أثارت ضجة واسعة على "فيسبوك" بعفوية مطلقة، على حد قول عبدالله المصور الفوتوغرافى، الذى أشار فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" أنه استمتع بالتقاط صور مميزة لأحمد وجدته الحاجة فاطمة بملامحها المبهجة. كانت الجدة وكاميرا عبدالله بطلا جلسة التصوير المميزة، وعن عدسة تصويره العبقرية ولقطاته المميزة، كشف عبدالله أنه خاض رحلة طويلة من التعب و"الشقى" ليتمكن أخيرًا من اقتناء كاميرا فوتوغرافية بمواصفات خاصة وحديثة. وتابع عبدالله، الطالب بكلية التربية النوعية، جامعة المنيا: "تنقلت بين عدة مهن لاتمكن من شراء الكاميرا، فمن العمل بمحل للجلود يملكه أحد أقاربه ثم كنادل بمقهى وحتى العمل بأحد المخابز". وكمصور موهوب لم يكن ينتظر سوى أن تسنح له الفرصة لإظهار قدراته الاستثنائية، والتى جاءت مع تلك الجلسة، رغم أنها لم تكن أولى انجازاته فقد استطاع أن يلفت الأنظار إليه العام الماضى بتنظيم معرض فواتوغرافى كامل ضمن أسبوع للأنشطة استضافته جامعة المنيا، حيث أثار اهتمام الأساتذة والطلاب، ممن تنبئوا له بمستقبل باهر.