حذر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا من خطورة تفجر الأوضاع في مصر على الطريقة السورية، وقال «قد تنفجر مصر في وجوهنا»، رابطًا ما يجري في مصر بما يحدث في اليمن وسوريا التي وصف الوضع فيها بالمتفجر وشديد الخطورة. وقال بانيتا في حديثه أمام مجموعة من الجنود والضباط الأمريكيين بالقاعدة الجوية «بركسديل» في ولاية لويزيانا «نحن نقف أمام شرق أوسط في حالة من الغليان وكل دولة من تلك الدول من شأنها أن تنفجر في وجوهنا من سوريا التي تعيش حالة من الغليان مرورًا بمصر واليمن وصولاً إلى دول أخرى». وجاءت تقييمات وزير الدفاع الأمريكي المتشائمة حول مصر، بعد فشل الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتين ديمبسي للقاهرة واجتماعه بنظيره المصرى الفريق سامي عنان ورئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي وعدد آخر من المسئولين، حيث فشل فى إقناع القيادة العسكرية المصرية بالتخلي عن محاكمة 10 أمريكيين تتهمهم بالعمل في منظمات غير حكومية تتلقى الدعم من الولاياتالمتحدة وغيرها. ونقل موقع «هاآرتس» الإلكتروني الناطق بالعبرية عن الجنرال ديمبسي، قوله بأنه سأل محدثيه من العسكر المصريين أسئلة محددة تتعلق بالرسالة التي يتوجب عليه استخلاصها حول نظرتهم للأمور؟ وهل يرغب الجانب المصري بالعزلة والانعزال؟ وهل يفكر العسكر فى الحفاظ على حقوق الفرد أم يفكرون في سلبها؟ وأضاف ديمبسي أنه لم يجد لدى القيادة العسكرية المصرية إجابات أو أفكارًا تتعلق بالأسئلة التي طرحها عليهم قائلا «جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك هم ضباط استولوا على السلطة ولم يكن في مصر مطلقًا ديمقراطية كتلك التي يحاولون إيجادها حاليا». واضاف الموقع قول الجنرال الأمريكي بأن المجلس العسكري يبذل جهدًا كبيرًا في فهم ما يجري ولتنفيذ الالتزام بالجدول الزمني للانتخابات في مختلف المؤسسات وصياغة دستور ومن ثم الذهاب إلى انتخابات رئاسية فى يونيو المقبل، وفي ظل هذه الأحوال فإن الولاياتالمتحدة ووزارة الدفاع الأمريكية معنية بالحفاظ على العلاقات والتواصل مع الجيش المصري ليس بهدف التأثير على ما يجري ولكن لمساعدتهم على فهم المسئولية الجديدة الملقاة على عاتقهم، مشيرا إلى أن الجيش المصري متلهف إلى ترك مسئولية إدارة الدولة. من ناحية أخرى، قال السيناتور جون ماكين، المرشح السابق للرئاسة الأمريكية، إن الاقتصاد المصري لايزال يمر بمرحلة صعبة ويواجه تحديات سياسية واقتصادية، مؤكداً أن الحكومة الأمريكية تسعى للحفاظ على علاقات بمصر في النواحي التجارية والاقتصادية والعسكرية. واضاف خلال مؤتمر فرص الشراكة بين الشركات المصرية والأمريكية في مجال التوريدات التجارية الذي نظمته بالقاهرة الغرفة التجارية الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي بالتعاون مع اتحاد الصناعات المصرية والهيئة العامة للاستثمار ومركز تحديث الصناعة، إن الحكومة والشركات الأمريكية تدعمان الشراكة الاقتصادية بين البلدين من خلال دعم القطاع الخاص لضمان الحفاظ على المصالح المشتركة وخلق اقتصاد قوي، مشدداً على أنه لا يمكن خلق مناخ سياسي مستقر إلا في حالة خلق فرص العمل. على جانب آخر، حظيت مصر أمس باهتمام واسع من جانب الصحافة في أكثر من قضية. وفيما يتعلق بقضية محاكمة الأمريكيين المتهمين في قضايا تورط منظمات مجتمع مدني في التمويل الأجنبي، قالت مجلة فوكس نيوز الأمريكية إن تدهور العلاقات الاستراتيجية بين مصر وأمريكا يعني انهيار الحصن الأمريكي المنيع في الشرق الأوسط. واوضحت أن فشل الآمال في التوصل إلى حل دبلوماسي بين القاهرة وواشنطن بعد تحديد موعد محاكمة أمريكيين متورطين في القضية، جعل الموقف أكثر سوءًا، ووضع المتهمين الأمريكيين في موقف لا يحسدون عليه لما قد يواجهونه من عقوبة مالية والسجن لمدة 5 سنوات في حال إثبات إدانتهم. وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن قبول مصر لقرض من صندوق النقد الدولي بعد رفضه سابقا وإعلانها أن سيتم توقيعه في مارس القادم، رغم ما يثار حول الشروط التي وضعها الصندوق، يوضح أن الاقتصاد المصري ينزف بشدة وفي حالة احتضار، الأمر الذي دفع القادة العسكريين إلى قبول القرض الذي اعتبروه في فترة سابقة انتهاكًا للسيادة المصرية وأن الضغوط المتزايدة التي تعرضت لها مصر بسبب الاضطرابات التي أثرت على الأوضاع الاقتصادية، جعلتها تقبل بقرض صندوق النقد الدولي، الذي يبلغ قيمته 3.2 مليار دولار، ويعتبر طوق النجاة للقاهرة التي تعاني منذ عام من الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. واشارت إلى أن الاتفاق يحمل الكثير من الشبهات، خاصة أنه رفض سابقا بشكل مفاجئ بسبب المخاوف من أن شروط هذا الدين قد تصل إلى حد انتهاك السيادة المصرية. وعلى جانب سياسى مصرى قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الحوار مع التيارات الإسلامية المعتدلة وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، هو أفضل طريقة للدفاع بالنسبة للغرب. ورأت المجلة أن الحوار والتعاون مع الإخوان المسلمين مهم جدا، كى يضمن الغرب نجاح هذه التيارات المعتدلة، وإلا فإن الفشل يعنى مجىء تيارات أكثر تشددًا، فى أى انتخابات قادمة، أو تتحول الجماعة إلى التشدد، وتطبيق قواعد صارمة، باعتبارها وسيلة للإصلاح والتقدم.