بدأ مركز تسجيل الآثار المصرية أعمال التسجيل والتوثيق الأثري لمنطقة آثار تانيس بمحافظة الشرقية، وذلك في إطار حرص وزارة الآثار على تسجيل أكبر عدد من المواقع الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية. وأوضح د. هشام الليثي، مدير عام مركز تسجيل الآثار، أن أعمال التسجيل والتوثيق يقوم بها بعثة أثرية مصرية، تتكون من أثريين ومهندسين ومصورين ورسامين، وأن الأعمال تشتمل على التوثيق الأثري، والرفع المعماري، والتصوير الرقمي، والرسم الخطي. مؤكدًا أن مشروع تسجيل منطقة آثار تانيس من أهم الأعمال التي يقوم بها المركز، نظرًا لأهمية المنطقة، إذ تعد بمثابة جبانة ملكية لملوك الأسرتين ال21 و22، إضافة إلى احتوائها على مجموعة من المعابد. من أهم المقابر الموجودة بالمنطقة، مقبرة "أوسركون الثاني"، التي تتكون من مدخل في الجانب الأيسر به نقش غائر يؤدي إلى حجرة بها تابوت ضخم، وعلى جدرانها مناظر دينية، إضافة إلى حجرة أخرى منقوشة ولكنها متأثرة بالأملاح. وفي الجانب الشرقي توجد حجرة زُين أحد جدرانها بمنظر بالنقش الغائر، وبها تابوت كبير، ومقبرة الملك "شاشانق الثالث"، وهي تتكون من حجرة واحدة من دون سقف، وعلى جدرانها مناظر ونصوص دينية، كما عثر بداخلها على تابوتين للملك وغطاء تابوت. إضافة إلى مقبرة الملك "بسوسنس الأول، ومقبرة مجهولة تتكون من حجرة واحدة بها تابوت ضخم. و قال د. الليثي إن منطقة المعابد، تحتوي على بقايا معبد كبير للإله آمون، يشبه في تخطيطه معابد الدولة الحديثة، حيث يوجد به بقايا صرح ومسلات وأعمدة وتماثيل مزدوجة ومفردة وقطع منقوشة بنصوص هيروغليفية ومناظر دينية. والمعبد مساحته كبيرة، يقدر طوله بحوالي 300م، وحوله سور ضخم من الطوب اللبن، ومن أقصى الشمال توجد بقايا بحيرة مقدسة جافة وبجوارها مجموعة أحجار، قيل ربما بقايا معبد للإله خونسو. وفي الناحية الجنوبية من المعبد الكبير يوجد معبد الإله موت، إلاه الأمومة في مصر القديمة، وهو عبارة عن بقايا أحجار وتماثيل مزدوج، بجواره سلم من الحجر الجيري، يؤدي لبحيرة مقدسة جافة، ويحيط بالمعبد بقايا سور من الطوب اللبن، والمعابد كلها عبارة عن أجزاء غير كاملة وغير محددة وهي مدماك واحد فقط. يذكر أن منطقة تانيس، والمعروفة باسم صان الحجر، هي إحدى قرى مدينة الحسينية بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وتبعد عن شمال شرق القاهرة مسافة 150كم، وقد ورد اسم صان الحجر في النصوص القديمة باسم "جعنت" ومعناها المدينة التي بنيت في الأرض الفضاء وورد ذكرها في التوراه باسم "صوعن" وأسماها الأغريق "تانيس"، حيث تقع على أحد فروع النيل، الفرع التانيسي، إلى أن أسماها العرب باسم "صان" ولكثرة أحجارها سميت بصان الحجر. عمل بالمنطقة عدد كبير من البعثات الأثرية منذ الحملة الفرنسية، حيث عمل بها بتري وماريت ومونتيه، الذي كشف عن آثارها الذهبية في مقبرة بسوسنس الأول، كما خرج منها الكثير من المسلات واللوحات مثل لوحة الأربعمائة ومرسوم كانوب وتماثيل لأبي الهول بالمتحف المصري ومسلتي حديقة الأندلس ومطار القاهرة.