«خير الدعاء دعاء يوم عرفة».. هذا ما رُوي عن الرسول "صلى الله عليه وسلم"، حيث يعد يوم عرفة أحد أفضل وأعظم الأيام لدى المسلمين كافة، ويحرصون فيه على القيام بكل ما يُقرب العبد لربه، مثل الصلاة والدعاء والصيام لغير الحجاج. وعن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه قال «ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو فيباهي بهم ملائكته». روى الترمذي عن علي بن أبي طالب أن أكثر ما دعا به رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عشية عرفة في الموقف «اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح". ومما ذُكر من دعاء النبي في هذا اليوم كذلك «اللَّهُمَّ تَسْمَعُ كَلامى، وتَرَى مَكَانى، وتَعْلَمُ سرِّى وعَلانيتى، لا يخفى علَيْكَ شَئٌ مِنْ أَمْرى، أَنا البَائسُ الفَقيرُ، المُسْتَغِيثُ المُسْتَجيرُ، وَالوَجلُ المُشفِقُ، المقِرُّ المعترِفُ بِذُنُوبى، أَسْأَلكَ مَسْألةَ المِسْكين، وأبْتَهِلُ إليْكَ ابْتهالَ المُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الخَائِفِ الضرِيرِ، مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وفَاضَتْ لَكَ عَيْنَاهُ، وذلَّ جَسَدُهُ، ورَغِمَ أَنْفُهُ لَكَ، اللَّهُمَّ لا تَجْعلنى بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِياً، وكُن بى رَؤُوفاً رحيماً، يا خيْرَ المَسْؤُولين، ويَا خَيْرَ المُعْطِينَ». وقيل إن أكثرُ دُعاء النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفة «لا إله إلاَّ اللَّهُ وحدَهْ لا شرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحمدُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شئ قَدِير». ويعد أشكال الدعاء والاستغفار كافة مستحبة في هذا اليوم إلا أنه هنا بعض الأدعية التي يُفضل الدعاء بها، مثل «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». ومنها أيضًا «اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير، أستودعك ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيم عملي وجميع ما أنعمت به عليّ وعلى جميع أحبائي والمسلمين أجمعين». وكذلك، «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا».