جلست السيدة الستينية على احد الكراسى المتهالكة داخل محكمة الأسرة بإمبابة تحمل حقيبة أوراق شاردة النظرات الى كل من حولها محاولة إيجاد من تكون قصتها شبيهة بها. بدأت تروى مأساتها التى عاشتها منذ نعومة أظافرها للقاضى الذى تنظر إليه على أنه المنقذ قائلة: عشت داخل أسرة مترابطة كنت الابنة الصغرى ولى خمس شقيقات علمتنا والدتنا التفانى وحبنا لبعض، مرت أيامنا جميلة هادئة سعيدة بالرغم من ضيق الحال تقدم لشقيقتى الكبرى شاب وسيم من أسرة طيبة فرحت أمى به كثيراً ووافق والدى وشقيقتى على الارتباط به كنت وقتها فى المرحلة الإعدادية والحقيقة أننى كنت سعيدة بزواج شقيقتى بالرغم من جهلى بمعنى الحياة الزوجية. تصمت السيدة وتشرد للحظات ثم تستكمل كلامها قائلة: بعد عدة أشهر رزقت شقيقتى بابنها الأول وبعد فترة رزقها الله بطفلين آخرين، شعرت أسرتى الصغيرة بسعادة بالغة لأنهم أول أحفاد لوالدى وفجأة وبدون مقدمات مرضت شقيقتى وخلال أسابيع خارت قواها وماتت تاركه أسرتها الصغيرة تتجرع الأحزان والألم لفقدانها، ولأن أطفال شقيقتى كانوا صغاراً تحملت مسئوليتهم ورعايتهم مرت الأيام لا أدرى كيف وصلت إلى سن ال45 عاماً دون زواج، ولكن اصبحت أما وفوجئت بأننى أعيش وحيدة بعد أن تزوج أبناء شقيقتى وأصبح لكل واحد منهم حياته بدأت أشعر بالوحدة خاصة أنهم انشغلوا بحياتهم عنى فقررت البحث عن شريك لحياتى يؤنس وحدتى حتى لا أعيش وحيدة. نعم مضى قطار العمر وأصبحت فى عقدى الخامس ولكن لم لا ربما أجد حظى فى السنوات الأخيرة من عمري، للأسف كل من تقدموا لى طمعوا فى راتبى الكبير وشقتى الفاخرة والسيارة التى أملكها، ولكنى قبلت أحدهم فى مقابل أن أجد من يملأ الفراغ والوحدة التى أصبحت تأكل حياتي، ولكن سرعان ما كنت أشعر بالضيق منهم وأطلب الطلاق. وأكملت: كان ارتداء فستان الزفاف بمثابة متعة بالنسبة لى دفعتنى لدفع أموال كثيرة حتى أعوض السنوات التى فاتتنى وأنا أتفانى فى تربية أبناء شقيقتى الراحلة دون أن ألتفت يوما لنفسى. واستطردت: «كان زوجى الخامس شابا فقيرا لا يملك أى شىء وصل ل36 عاماً دون زواج يبحث عمن يتكفل به، تعرفت عليه بعد أن اعتاد توصيل الطلبات لمنزلى وطلب الزواج منى فوافقت كان هادئاً معى فى بداية زواجنا وعندما شعرت بأنه يحاول ابتزازى مالياً رفضت منحه أى أموال ولأول مرة أتعرض للضرب والإهانة على يده فقررت طرده من بيتى، فحاول إرضائى كثيراً واستعطافى حتى سامحته وعاد إلى منزلى مرة أخرى، بعد أن اشترطت عليه عدم تكرار واقعة الاعتداء علىّ مرة أخرى فإننى بالنسبة له سيدة عجوز. مرت عدة أشهر قليلة فى هدوء، وفى أحد الأيام عاود طلب مبالغ مالية منى وعندما رفضت قام بسرقتى، فواجهته بما اكتشفت وبدلاً من أن يطلب منى السماح قام بالاعتداء على بالضرب طلبت منه الطلاق رفض وأصر على العيش معى وإذلالى حيث قام بإحضار والدته للعيش بشقتى، وعندما رفضت قاما بالاعتداء على بالضرب هو ووالدته محاولين التخلص منى حتى يتمكنا من الحصول على أموالى، فقررت رفع دعوى خلع ضده والتخلص منه إلى الأبد لأبحث من جديد عن السعادة المحرمة. شعرت أن الجميع ينظر إليها بامتعاض، كيف وهى فى هذه السن تتزوج من 5 أزواج خلال سنوات قليلة وتقوم بتطليقهم.. وتلجأ لخلع الخامس الذى حاول قتلها، وأيضاً تبحث عن الزوج السادس، وكان ردها نعم ما زلت أرغب فى الحياة وأريد أن أعيش مع رجل يحبنى ويكفينى سنوات عمرى التى فقدتها مع أبناء شقيقتى.