في إطار التغيير والانقلاب الذي شهده التليفزيون المصري عقب نجاح الثورة الشعبية وتنحي الرئيس مبارك، أعلن الإعلامى محمود سعد عودته إلى شاشة التليفزيون المصرى بعد ثورة الشباب، اليوم السبت، بعد أن تعرض لضغوط من أنس الفقى وزير الإعلام السابق، الذى طالبه بالظهور فى برنامجه ومهاجمة ثورة الشباب ووصفهم ب "القلة المندسة" ما دفعه للرفض وإبعاده. وتزامن هذا مع إصدار اتحاد الإذاعة والتليفزيون اليوم السبت، بيان تهنئة للشعب المصرى بثورته العظيمة النقية التى قادها خيرة شباب مصرمعبرا عن تعازيه فى "شهدائنا الأبطال الذين سالت دماؤهم الطاهرة فى سبيل الحرية والعدالة"، وتعهد بأن يكون التليفزيون المصرى أمينا فى رسالته، مقدما إعلاما راقيا منافسا يليق باسم مصر وثورتها التى يشهد لها التاريخ بأنها الأعظم فى تاريخ الثورات، مؤكدا "أن التليفزيون المصرى ملك للشعب وفى خدمته، وسيكون معبرا عن آماله منحازا إلى الحقيقة دون سواها". وظهر أمس علي شاشات التليفزيون معارضون لنظام الرئيس حسني مبارك ومتظاهرون في الميدان وشباب من ثوار 25 يناير بينهم طلعت رميح رئيس تحرير صحيفة الشعب المجمدة السابق، وإسراء عبد الفتاح الناشطة في حملة شباب 6 أبريل ، ونواب معارضون وغيرهم وجهوا انتقادات حادة للنظام السابق وطالبوا بمحاكمة الوزراء السابقين والفاسدين وانتقدوا تغطية التليفزيون السابقة لفعاليات الثورة . كما استضاف التليفزيون أسامة هيكل رئيس تحرير الوفد واستضافت قناة النيل عادل القاضي رئيس تحرير بوابة الوفد، وصحفيين معارضين آخرين للحديث عن أخطاء العهد السابق وتصوراتهم المستقبلية، وتحليلهم لهذه الثورة الشعبية الأولي من نوعها في مصر والعالم العربي. وقال محمود سعد فى اتصال هاتفى ببرنامج 48 ساعة على قناة المحور مساء أمس الجمعة، إنه سيستضيف الدكتور أحمد زويل العالم الفيزيائى الكبير والحاصل على جائزة نوبل وأحد الذين يرشحهم البعض لتولي الرئاسة في مصر ، كما رجح استضافة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل وإبراهيم عيسى رئيس تحرير موقع جريدة الدستور السابق أشهر من هاجموا الرئيس مبارك، والإعلامى حسين عبد الغنى، المدير السابق لمكتب الجزيرة فى مصر، وكلهم من الممنوعين من الظهور علي التليفزيون الحكومي. وكشف سعد أن مبادرة عودته للتليفزيون بعدما تردد عن تقديمه استقالته جاءت بناء على اتصال من المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حيث طلب منه العودة إلى برنامجه وتقديم ما يحلو له، واستضافة من يريد بدون قيود وتحت ضمانة "الشيخ" نفسه.
