قدم مخيم الفنون بمعرض الكتاب أمس فعاليات متنوعة بدأتها فرقة "رؤية" التى قدمت عرضا مسرحيا بعنوان "عباس" من تأليف سعيد حجاج وإخراج فكرى سليم؛ وقدمت فرقة "آن توماس" الاستعراضية عرضا مُتميزا من جنوب السودان يُعبر عن الفولكلور الشعبى الأفريقى. كما أقيمت ندوة فنية لمناقشة قضية "المسرح المصرى والثورة" أدارها الناقد جرجس شكرى وشارك فيها المخرج ناصر عبد المنعم ود. حسن عطية و المخرج أحمد عبد الحليم. بدأ النقاش بأسئلة جرجس شكرى ماذا نُريد من المسرح بعد الثورة خاصة أن المسرح يُعانى منذ سنوات طويلة من العديد من الأزمات ؛ وما يزيد الأمر تعقيدا أن الناس تعقد مقارنة بين المسرح فى الخمسينيات والستينيات والمسرح الآن. وهنا شارك المخرج تامر عبد المنعم الحائز على جائزة أحسن مخرج فى المهرجان التجريبى عن عرض "الطوق والأسورة" قائلا: "الفرق بين ثورة يوليو وثورة يناير خلاف نوعى, لأن ثوار يناير لم يتسلموا السلطة مثل ثوار يوليو وهذا الفارق سيلقى بظلاله على كل المجالات وبالتالى لن نتوصل إلى حالة مُغايرة عن تلك التى كنا نعيشها ؛ خاصة أن الثورة مازالت مستمرة والتعبير السريع عن أحداث غير مكتملة سيُنتج أعمالا هشة؛ والمطلوب الآن هو الاشتباك مع الواقع والتحرك فى اتجاه الناس فى الأقاليم وإعادة مسرح الشارع الذى ظهر فى السبعينيات". أما الدكتور حسن عطية عميد معهد الفنون المسرحية الأسبق فبدأ حديثه بعلاقة المسرح بالثورة متسائلا:" هل هو نبدأ بالمسرح والثورة أم بالمسرح بعد الثورة أم المسرح الثورى.. وهل المقصود أن يواكب المسرح أحداث الثورة بحيث تكون الواو هى واو المعية وليس واو العطف". وأضاف: "المسرح يُمهد للثورة و يتأثر بها والمسرح تأثر بثورة 19 وقد بلور توفيق الحكيم ذلك فى "عودة الروح" فى عبارة الكل فى واحد فكان الكل سعد زغلول وكذلك ثورة يوليو أما ثورة يناير فعكست هذا الشعار وأصبح الواحد فى الكل فمن قاموا بالثورة موجودون فى الشارع وفى الحياة اليومية لذا يجب أن يقدم المسرح مشكلات الشارع. أما المخرج أحمد عبد الحليم فقال: "المسرح دائما ثائر والمسرح يرتكز على التنوير و الثقافة والتعليم والترفيه ونحن نعانى فى المسرح من مشكلات كثيرة منها ضعف الإمكانيات وسعر التذكرة كما أن المدن الجديدة ليس بها مسارح، وحتى المسارح الموجودة تناقصت فى الفترة الأخيرة رغم أن المسرح ضرورة لأى مجتمع, لذا نحتاج للاهتمام بالمسرح المدرسى ليكون عندنا متذوق للفن المسرحى والاهتمام بعروض الثقافة الجماهيرية فى القرى والاهتمام بالمواهب الجديدة والثورة لابد أن نتخذها عنوانا للنهوض بالمسرح".